للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو أنس الكلاب، لا يتسبب عن مطلق الغشيان، وإنما يتسبب عن كثرة الغشيان، وقد أشار إليه شارح ديوانه بقوله: يقول: قد أنست كلابهم بكثرة من يأتيهم، فلا تهر على أحد، انتهى، وكثرة من يأتي يستلزم كثرة الإتيان، قال الأزهري في "التهذيب": الهرير: دون النباح، تقول: هر إليه، وهره، وبه يشبه نظر الكماة بعضهم إلى بعض، وفلان هره الناس، أي: كرهوا ناحيته، قال الأعشى:

أرى النّاس هرُّوني وشهِّر مدخلي ... ففي كلِّ ممشى أرصد النّاس عقربا

انتهى، ويغشون بالبناء للمفعول، أي: يقصدون للمعروف، قال الأزهري: الغاشية: السؤال الذي يغشونك يرجون فضلك ومعروفك، ثم قال وغاشية الرجل: من ينتابه من زواره وأصدقائه، انتهى، وقال أيضًا: السواد: الجماعة من الناس، والجمع: أساود، وكل شخص من متاع أو إنسان أو غيره سواد، انتهى، والمراد هنا الأول، وإنما لم يسألوا لأنهم في سعة، وأدوات قراهم موفرة مرتبة، لا يبالون بمن جاء إليهم قل أو كثر، فالمراد لا يسألون عن عدد السواد المقبل، فإن العادة بين الناس تهيئة النزل على حسب الواردين، وقطع "لا يسألون" عما قبله، لأنه استئناف بياني، كأنه قيل: ما سبب

<<  <  ج: ص:  >  >>