عن تقديم بعضهم على بعض، وعن التصريح بأسامي الإناث الداخلة فيهم، ومارية: أم جفنة، انتهى، وقوله: عن التصريح ... الخ، فيه نظر، فإن ذكر نساء الملوك لم يعهد عند ذكر الملوك، وقوله أم جفنة، صوابه: أم الحارث الأعرج كما تقدم، قال جمهور النسابين، مارية بنت ظالم بن وهب بن الحارث ابن معاوية بن ثور بن مرتع الكندية، وقال أبو عبيدة ابن السكيت: هي بنت أرقم بن ثعلبة بن عمرو بن جفنة، فتكون على هذا غسانية، وهي أخت هند امرأة حجر والد امرئ القيس، ثم خلف عليها بعد أبيه، ومارية هي التي يضرب المثل بقرطيها، فيقال:"خذه ولو بقرطي مارية" يضرب للترغيب في الشيء، وإيجاب الحرص عليه، أي: لا يفوتنك على كل حال، وإن كنت تحتاج في إحرازه إلى بذل النفائس، قال الزمخشري في "مستقصى الأمثال": هي أول عربية تقرطت، وسار ذكر قرطيها في العرب، وكانا نفيسي القيمة، وقيل: إنهما قوما بأربعين ألف دينار، وقيل: كانت فيهما درتان، كبيض الحمام، لم ير مثلهما، وروى الميداني أن مارية أهدت قرطيها إلى الكعبة، فكانا معلقين بها، والمفضل: المنعم، أو من أفضل عليه في الحسب: إذا زاد عليه.
وقوله: حول قبر أبيهم، قال السيد المرتضي في "أماليه" رحمه الله: هذا من الاختصار الذي ليس فيه حذف، أراد أنهم أعزاء مقيمون بدار مملكتهم، لا ينتجعون كالأعراب، فاختصر هذا المبسوط في قوله: حول قبر أبيهم، والاختصار غير الخذف، وقوم يظنون أنهما واحد، وليسا كذلك، لأن الخذف يتعلق بالألفاظ، وهو أن تأتي بلفظ يقتضي غيره ويتعلق به، ولا يستقل بنفسه،