فإن لم تجد من دون عدنان والدًا ... ودون معدٍّ فلترعك العواذل
أرى الناس لا يدرون ما قدر أمرهم ... بلى كلُّ ذي رأي إلى الله واسل
ألا كلُّ شيء ما خلا الله باطل ... وكلُّ نعيم لا محالة زائل
وكلُّ أناسٍ سوف تدخل بينهم ... دويهية تصفرُّ منها الأنامل
وكلُّ امرئ يومًا سيعلم سعيه ... إذا كشفت عند الإله الحصائل
ليبك على النعمان شرب وقينة ... ومختبطات كالسَّعالى أرامل
قوله: ألا تسألان المرء ... إلخ. يأتي شرحه، إن شاء الله تعالى، في بحث "ما". وقوله: حبائله مبثوثة .. إلخ: جمع حبالة، بالكسر، وهي الشرك، والضمير للموت المفهوم من المقام، وأراد بحبائله: الأحداث التي هي سبب الموت، ومبثوثة: مفرقة، والضمير في سبيله للمرء، ويفنى: يهرم.
وقوله: إذا المرء أسرى .. إلخ: لغة في سرى، يقول: إذا سهر المرء ليلة في عمل ظن أنه قد فزع منه، وهو ما عاش يعرض له مثل ذلك، وهو أبدًا ما دام حيًا لا ينقطع عمله ولا حوائجه.
وقوله: فقولا له .. إلخ، أقسم: بمعنى قدر، يعني: قولًا له إن كان يدبر أمره وينظر فيه: ألم يعظك من مضى قبلك في سالف الدهر، هل رأيته بقي عليه أحد؟ ثم دعا عليه، فقال: أمك هابل؛ يقال: هبلته أمه، أي: ثكلته، وقوله: فتعلم، بالنصب: جواب ألمّا، وأن: مخففة من الثقيلة، ووائل: من والت النفس، أي: نجت، والموئل: المنجى.