ومبضوعة من رأس نبع شظية ... بطود تراه بالسَّحاب مجلَّلا
على ظهر صفوان كأنَّ متونه ... عللن بدهن يزلق المتِّنزلا
يطيف بها راع يجشِّم نفسه ... ليكلئ فيها طرفه متأمِّلا
فلاقى أمرًا من ميدعان وأسمحت ... قرونته بالبأس منها وعجَّلا
فقال له هل تذكونَّ مخبِّرًا ... يدلُّ على غنم ويقصر معملا
على خير ما أبصرتها من بضاعة ... لملتمس بيعًا بها أو تبكُّلا
فويق جبيل ... البيت
فأصر ألهابًا من الطَّود دونها ... يرى بين رأسي كلِّ نيقين مهبلا
فأشرط فيها نفسه وهو معصم ... وألقى بأسباب له وتوكَّلا
وقد أكلت أظفاره الصَّخر كلَّما ... تعيا عليه طول مرقى تسهَّلا
فما زال حتَّى نالها وهو معصم ... على موطن لو زلَّ عنه تفصلا
فلمَّا نجا من ذلك الكرب لم يزل ... يمظِّعها ماء اللِّحاء لتذبلا
فلمّا قضى ممّا يريد قضاءه ... وصلَّبها حرصًا عليها فأطولا
أمرَّ عليها ذات حدِّ دعا لها ... رفيقًا بأخذ بالمداوس صيقلا
فجردها صفراء لا الطُّول عابها ... ولا قصر أزرى بها فتعطَّلا
ثم وصفها بعشرة أبيات فقال:
فذاك عتادي في الحروب إذا التظت ... وأردف بأس من حرب وأعجلا