للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وبمارِدِين من آخرين، ونشأ بمارِدِيْن، وكان أبوه وزير الملك السَّعيد الأرتقي، صاحب مارِدِيْن، وصار ابنه شمس الدين هذا مع ابن الملك المظفَّر ابن السَّعيد نائبًا للملكة، ومُدبِّرًا لدولته، إلى أن ذهب رسولًا إلى الملك المنصور قلاوُن، صاحب مصر، فحبسه ستَّ سنين حتى ولي المُلْك ابنه الأشرف، فأخرجه وأنعم عليه، وولاه نيابة دار العَدْل فباشرها. وكان فاضلًا أديبًا، متفنِّنًا، ذا معرفة بالحديث، والتاريخ، والسِّير، والنحو، واللغة، وافر العقل، مليح العبارة، حسن الخطِّ والنظم والنثر، جميل الهيئة، له خبرة تامَّةٌ يسير الملوك المتقدّمين ودُوَلِهم، لا تُمَلُّ مجالسته.

وذكر الذهبي أنه نسب إلى نقص في دينه، فالله أعلم.

قال ابن رجب: وسمع منه جماعةٌ منهم: الشيخ تقي الدين ابن تَيْمِيَّة، والمِزَّي، والبِرْزالي، والذَّهبي. وتُوُفَّي بمصر سنة أربعٍ وسبع مئة، سقط من فرس فكُسرت أعضاؤه، وبقي أيامًا ثم مات في جمادى الآخرة. انتهى.

وذكره ابن رجب (١) بنحوه.

١٤٠٢ - (ت ٧٠٤ هـ): محمَّد بن أحمد بن علي بن فضل، الوَاسِطِي الحاج الحنبلي.

ذكره ابن فهدٍ في "ذيل طبقات الحُفَّاظ" (٢) وقال: توفي بقاسِيون سنة أربع وسبع مئة، وله ثمانون سنةً. انتهى.

١٤٠٣ - (ت ٧٠٤ هـ): عيسى بن أبي محمَّد بن عبد الرزاق بن هبة الله، المَغَاري الصَّالِحي العَطَّار الحنبلي.

قال ابن حجر في "الدُّرَر" (٣): ولد سنة خمسٍ وعشرين وست مئة، وكان أبوه شيخ مَغَارة الدَّم، وسمع من عيسى بن الزَّبيدي، وابن الصباح، وابن الإِرْبلي، وجعفر


(١) ذيل طبقات الحنابلة: ٢/ ٣٥٢.
(٢) ذيل طبقات الحفاظ: ٩٥.
(٣) الدُّرر الكامنة: ٤/ ٢٤٦.