للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ذكره ابنُ الشَّطِّي في "مختصره" (١) وقال: ولد سنة سبع وثلاثين ومئتين وألف بقصبة دوما، ونشأ على تقى وطاعةٍ، ثم رحل إلى دمشقَ لطلبِ العلم، فلازم الشَّيخ حسن الشَّطِّي للاشتغال بالفقه وغيره، وقرأ عليه في عدَّةِ فنونٍ وانتفعَ به انتفاعًا كثيرًا، وبه تخرَّجَ، وأخذ أيضًا عن الشَّيخ سعيد الحلبي، وعمر أفندي الغَزِّي، ومحمد الجوخدار، ثم رجع إلى دُوما، واستقام بها مدَّةً طويلةً، وحصَّل جاهًا واسعًا، وشهرةً عظيمةً، وكان مهيبًا جسورًا، فاضلًا حافظًا للقرآن العظيم، لا يفتر لسانُهُ من تلاوته، وسافر إلى مِصْرَ وأقام بها نحوَ ستة أشهرٍ، وأجازه علماءُ الأزهر إذ ذاك كالشيخ إبراهيم السقا، والشَّيْخ مصطفى المبلط، وأضرابهما، ثم عاد إلى بلده واستقر بها إمامًا، وخطيبًا، ومدرِّسًا في جامعها الكبير، ولم يزل يقرئ ويفيد إلى أنّ حَصَل له فتنةٌ عظيمةٌ من أهالي بلده، فآذَوْهُ وتكلَّمُوا فيه بما لا يليق بمنصب العلم، فرحل إلى دمشقَ واستوطنها، وهجر دوما، وبقي على هذه الحالة نحو سبعة عشر سنة ينشر علم الفِقْه والنحو، والأصول والميقات، وفي سنة ثلاثٍ وثلاث مئة وألف صار يتردَّدُ إلى دوما يجعل نصف إقامَتِهِ بها ونصفها بدمشق ينشر العلم في الموضعين، ثم سافر إلى الحجاز سَنَةَ خمسٍ وثلاثِ مئة وألف، وحجَّ بيتَ اللهِ الحرام، ثم رجع إلى المدينة المنوَّرة فأقام بها، وأقبلَ عليه أهلُها، ووَلِيَ هناك تدريسَ الحنابلةِ وأوقافَهم، ورحلت إليه الطَّلَبَةُ من البلاد، وانتفع به خلقٌ كثيرٌ، ولم يزل على هذه الحالةِ إلى أنْ توفيَ في العشر الثاني من ذي الحجة سَنَةَ ثمانٍ وثلاثِ مئة وألف، ودفِنَ بالبقيع، وكان قليلَ العنايةِ بالتأليف لم يؤلِّفْ سوى مولد ضَمَّنه أسماءَ السُّوَر، ومنسك اختصره من منسك الشَّيخ حسن الشَّطي. انتهى ملخصًا من ترجمةٍ طويلةٍ.

٢٨٩٠ - (ت ١٣١٠ هـ): سالم الشلاش الحنبليُّ، النَّجْديُّ الملقب بالنقيطان.

قال: في "زهر الخمائل": ولدَ سَنَةَ ستين ومئتين وألف، قرأ بحائل، وكانَ


(١) مختصر طبقات الحنابلة: ٢٠٠.