للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

النَّاسخِ والمنسوخِ من الآثار" للحازِمي، وكان رحمه الله على جانبٍ عظيم من العلم، وله اليد الطُّولى في الفقهِ وأصولِهِ، والتوحيدِ، والحديثِ والتفسيرِ، ووَجدتُ أهلَ مكة يحسنون الثَّناءَ عليه جدًا، ويصفونه بالعِبادة والعِفَّةِ، وحُسن السِّيرةِ، وسمتِ السَّلفِ واعتقادِهم، ورأيتُ له كتاب "ما لا بد منه" طبع بمصر، وهو كتاب يدلُّ على سعة اطلاع الرَّجلِ وحُسنِ اعتقادِهِ، ورأيتُ له أيضًا "فصل المقال وارشاد الضَّال عن توسُّل الجُهَّال"، وهو مطبوع أيضًا، وكتاب في الفقه صغير على السؤال والجواب، وبالجملة فإنَّه كان سلفيًا، اعتقادُهُ مدلولُ الكتابِ والسنَّةِ، لا يحيد عن ذلك، وحصلت له محنَةٌ بسبب إنكاره للتَّوسُّل بغير الله، ومقاومَتِهِ بعضَ البدع، فسُجنَ وأُوذي، وسُجن معه أكبر أبنائه، فمات ابنهُ المذكور في السِّجن، وأمَّا الشَّيخ فبقي مسجونًا حتَّى تولَّى مكةَ جلالةُ الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، فأخرجه من السجن، وكان قد ولي الإفتاءَ بمكةَ للحنابلة مدةً يسيرةً، وتوفي في شهر ربيع الأوَّل سنةَ تسعٍ وأربعين وثلاث مئة وألف، رحمه الله.

وذكره الزركلي في "أعلامه" (١) وقال: أبو بكر بن محمَّد بن عارِف بن عبد القادر بن محمَّد علي خوقير، فقيهٌ حنبليٌ من أهل مكة مولدًا، وسكنًا، ووفاةً، عُيِّنَ مُفتيًا للحنابلة، سنةَ سبعٍ وعشرينَ، وثلاث مئة وألف، ونُكبَ في أيَّام الشريف حُسين بن علي، فحُبِسَ ثمانية عشر شهرًا، ثم نحوًا من سبعين شهرًا، واشتغل بعد انطلاقه بالاتَّجار في الكتب، فكانت له مكتبةٌ في باب السَّلام بمكة، وعيِّن مدرسًا بالحرم المكيِّ في العهد السُّعودي، واستمر إلى أن توفي، له "فصل المقال وإرشاد الضَّال في توسل الجهال"، طبع، و"مسامرة الضَّيف في رحلة الشتاء والصيف" طبع، و"ما لا بدّ منه في أمور الدين" طبع، و"التحقيق في الطَّريق" خط، في نقد طريقة الصوفية، وكانت ولادتُه سنة اثنتين وثمانين ومئتين وألف، وتوفي سنةَ تسعٍ وأربعينَ وثلاث مئة وألف. انتهى.

٢٩٩٠ - (ت ١٣٥٠ هـ): عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عُويّد النَّجديُّ


(١) الأعلام: ٢/ ٧٠.