حال حضورِ الخصمين هم يقصون دعواهم، وهو يتلو، وكان فيصلًا في الأحكام، ويميل لى ما يرجِّحه الدليل مما خالف المذهب ولا يبالي بأحد، ثم تحول إلى سوق الشُّيوخ، فوَلَّاهُ شيخُ المنتفق قضاءَها إلى أنْ توفي فيها بعد الأربعين ومئتين وألف انتهى.
قلت: لم يأتِ على دعواه بأنَّ دعوةَ الشَّيخ لم تدخل إلى قلبه، فهي دعوى بلا برهانٍ، فالاطلاع على القلوبِ لله وحدَهُ إذا لم يكن هناكَ دليلٌ ظاهرٌ. والله المستعان.
ذكره الشَّيخ علي الهندي في "زهر الخمائل"، وقال: لم أقف على ولادته ولا على مشايخه الذين قرأ عليهم، غير أنَّه كانَ قاضيًا بحائل من لدن الإمام تركي بن عبد الله السعود وأمير حائل محمد بن بن علي لم نَرَ له أحكامًا، رأيت له حكمًا مؤرَّخًا عام "اثنين وأربعين ومئتين وألّف، وكان فيه يتحامل على أهل الجبل، سامحه الله. انتهى ملخصًا.
ذكره ابنُ بشر في "تاريخ نجد" (١) وقال: هو الشيخُ العالمُ، الفقيهُ المُبَجَّلُ، النبيه، كان من بيتِ أهلِ علمٍ أخذ عن عِدَّةِ مشايخَ كبار، فمن مشايخه ابنُ عَمِّه حمدُ بنُ عثمانَ بنِ عبد الله، وحمدُ التُّوَيْجِريُّ وغيرهما في الأَحْسِاء وغيره، وأخذ أيضًا عن الشيخ عبد المحسن بنِ نشوان بن شارِخْ القاضي في الكويت، والزُّبَيْر، وعن الشَّيخ عبدِ العزيز بنِ عبد الأَحْسَائي في الدرعية، وكان المترجَمُ فقيهًا له درايةٌ في الفِقْهِ واستحضار لأقوال العُلَمَاء، وله المعرفةُ التَّامَّةُ في التفسير، والفرائض، والحِسَاب، وغير ذلك من العلوم، وانتفع الناسُ بعلمِهِ، منهم ابنُه عبدُ العزيز بنُ عثمانَ القاضي، والشَّيخ الفاضل عبدُ الرَّحمن بنُ