للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال الذهبي: روى عنه الضَّياء، وابنُ أبي عُمَر، وابنُ النَّجَّار، وجماعةٌ كثيرون، ومع هذا فقد غَمَزَهُ النَّاصِحُ بنُ الحنبليِّ، وسِبْطُ ابنِ الجوزي بالمَيْلِ إلى السلاطين.

قال ابن رجب: والعجب أَنَّ هذين الرجلينِ كانا من أكثر الناس ميلًا إلى السلاطين والملوك، وتَوَصُّلًا إليهم، وإلى بِرَّهم بالوعظ وغيره، ولقد كان أبو موسى أتقى لله وأورعَ وأعلَم منهما، وأنفعَ وأكثَر عبادة، وأنفعَ للنَّاس، وبنى الملكُ الأشرفُ دارَ الحديث، بالسفح على اسمه، وجعله شيخًا لها، وقرَّر له معلومًا، فمات أبو موسى قبل كمالها، توفي رحمه الله يومَ الجمعة خامسَ رمضانَ سنةَ تسعٍ وعشرينَ وستَّ مئة، ودُفِن بسفح قَاسِيون. انتهى.

وذكره ابن رجب (١) بترجمةٍ حافلةٍ.

١١٤٥ - (ت ٦٢٩ هـ): محمد بن عبد الغني بن أبي بكر بن شُجاع البغدادي، المعروف بابن نُقْطَة، أبو بكر، معينُ الدين، ومُحب الدين أيضًا، الحافظُ، الرَّحال، الحنبلي.

قال ابن العماد (٢): ولد في عاشرِ رجب سنة تسعٍ وسبعينَ وخمس مئة، وسَمِعَ ببغداد من يحيى بن بوش، وابن سكينة، وغيرهما، ورحل إلى البلدان فسمع بواسِط من أبي الفتح ابن المُندلئي، وبإرْبل من عبد اللطيف بن أبي النَّجيب السُّهْرَورْدِيِّ، وبأصبهان من عَفِيْفَةَ الفارفانية، وزاهر بن أحمد، وجماعات، وبخُراسان من منصور الفُراوِي، والمُؤَيَّد الطُوسِي وغيرهما، وبدمشق من أبي اليُمن الكِنْدِي، وابن الحَرَستَانِي، وداود بن مُلاعب، وغيرهم، وبمصر من الفخر الكاتب وغيره، وبالإِسكَنْدَريَّة من جماعة من أصحاب السَّلفي، وبمكة من يحيى بن ياقوت، وبحَرَّان من الحافظ عبد القادر الرُّهَاوِي، وبحلب من الافتخار الهاشمي، وبالمَوْصِل من جماعةٍ، وبِدَمَنْهُور، ودُنَيْسِر وبلادٍ أُخَر، وعُنِيَ بهذا الشأن عنايةً تامةً، وبرع فيه وكتب


(١) ذيل طبقات الحنابلة: ٢/ ١٨٥.
(٢) شذرات الذهب: ٥/ ١٣٣.