وثمانين ومئتين وألف، ونظم له الشيخ عبدُ السَّلام الشطي الإجازَةَ الشَّطَّيَّة، وقال فيها:
مُحَصِّلُ المَنْطُوقِ والمفهوم … موسى بنُ عيسى الحنبلي القدومي
ثم عاد إلى وَطَنِهِ، وسَكَن مدينة نَابُلُس، فشارَكَ ابنَ عمِّهِ الشيخ عبدَ الله المتقدم في التدريس بمدرسةِ الجامِعِ الصَّلاحي الكبير، ولما هَاجَرَ عبدُ الله المذكور إلى الحجاز انفردَ المترجَمُ بالتدريس في نابُلُس فأفاد وأَجاد، وقصدته الطلَّابُ والوُرَّادُ، وعَمَّ النفعُ به في الدِّيار النابُلُسِيَّة، وكان يقرئ في فنونِ شَتَّى، وفي سنة إحدى وثلاثين وثلاث مئة وألف وجه عليه من الدولة العُثمانِيَّةِ رتبة أزمير، ولم تزلْ تلكَ المدرسةُ قائمةً به حتى أصبحت خاوية على عروشها بإعلان السفر البري في الدولة المذكورة سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مئة وألف، ثم ما زال صاحبُ الترجَمَةِ على طريقتِهِ المُثْلَى إلى أنْ توفيَ ليلةَ عيدِ الفِطْرِ سَنَةَ سِتٍّ وثلاثين وثلاث مئة وألف عن إحدى وسبعينَ سَنَة، وصُلِّي عليه بمشهد حافل، ودُفِنَ قريبًا من السفاريني، ورثاه تلميذُه أحمدُ البسطامي وغيرُه. انتهى ملخصًا من ترجمةٍ طويلةٍ.
أخذَ العلمَ عن عِدَّةِ مشايخ في نجد، منهم والدُهُ الشيخُ عبد الله بن مانع، ومنهم الشيخ علي أبو وادي، والشيخ صالح بن عُثْمَان القاضي بعنيزة، ومحمد أمين الشنقيطي الوارد على عنيزة وغيرهم، وتوفيَ سنة سبعٍ وثلاثين وثلاث مئة وألف.
٢٩٤٢ - (ت ١٣٣٧ هـ): الشيخ شكر بنُ حسين المقرئ، الحنبلي، النجدي.
قال في "زهر الخمائل": هو من أهالي مَوْقِقَ القرية المعروفة قبلة غربًا عن حائل، ولد بها سَنَة اثنتين وسبعين ومئتين وألف، ولما كَبِر جَاءَ إلى حائل فقرأ بها القرآن على علمائها، ولما أتقنه فتح مدرسة كبرى لتعليم "القرآن"، وتخرج