للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ويقرئ في بيت المحب بن الأشقر، وهو أخو زيْنَب وزَلِيْخَا بنتي إبراهيم الشنويهي لأمهما، وصهر الموفق المحب نصر الله، مات ظنًّا سنةَ سبعٍ وخمسينَ وثمان مئة، ونعم الرَّجُلُ كان. انتهى.

٢٢٤٢ - (ت ٨٥٧ هـ): قاضي القضاة، بدر الدين، أبو المحاسن محمد ابن ناصر الدين محمد بن شرف الدين عبد المنعم بن سليمان بن داود البغدادي الأصل، ثم المصري، الحنبلي، الإمام العالم.

ذكره ابن العماد (١) وقال: ولد بالقاهرة سنة إحدى وثمان مئة، ونشأ بها، واشتغل بالعلم، وناب في القضاء بالدِّيار المِصْرِيَّة، واشتغل، ودَرَّس، وناظر، وأفتى، ثم استقلَّ بقضاء القضاة يوم الاثنين عشري جمادى الأولى، سنة أربع وأربعين وثمان مئة، فباشر على أحسن وجه، وكان عفيفًا في ولايته، لا يقبل رِشوة ولا هَدِيَّة، وبهذا ظهر أمرُه، واشتهر اسمه في الآفاق، وكان مقتصدًا، وانتهت إليه في آخر عمره رئاسة المذهب بل رئاسة عصره، وكان معَظَّمًا عند الملك الظَّاهر جَقْمَق، مسموعَ الكلمة عند أركان الدَّوْلة، وكانت له معرفةٌ تامةٌ بأمور الدُّنْيا، ويقوم مع غير أهل مذهبه، ويحسن إليهم، ويرتب لهم الأموال، ويأخذ لهم الجوائز، ويعتني بشأنهم خصوصًا أهل الحرمين الشريفين، وكان عنده كرمٌ، ويميل إلى محبة الفقراء، وفتح عليه بسبب ذلك.

قال البرهان ابنُ مفلح: ولقد شاهدته وهو في أُبَّهَتهِ ونامُوسِه بمسجد الخِيْف يُقَبِّل يدَ شخص من الفقراء، ويُمِرُّها على وجهه، توفي يوم الخميس ثامن جمادى الأولى سنةَ سبعٍ وخمسين وثمان مئة. انتهى.

وذكره السَّخَاوي في "الضوء" (٢) بترجمةٍ حافلةٍ منها: وَليَ القضاءَ قضاءَ العسكر، وإفتاءَ دار العدل، وتدريس الفقه بالصَّالحية بعد أبيه بعنايةِ شيخِهِ المحب، وكان معروفًا بالدِّيانة، والأمانة، والأوْصاف الحميدة، مشارًا إليه بالتقدم في معرفة الشُّروط مع البراعة في المذهب، واستقل في القضاء بعد شيخه


(١) شذرات الذهب: ٧/ ٢٩٢.
(٢) الضوء اللامع: ٩/ ١٣١.