للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ذلك لِعَجْزه، وحَجَّ ودَرَّس بالمَدِيْنة المُنَوَّرة، ولازَمَ جَمَاعةً من أَهْلِها، وما زال على أحْسَن حالٍ، وأبْدع منوال إلى أنَّ تُوُفِّي في مُحَرَّم، سَنَةَ تسعٍ وثمانين ومئة وأَلْف، ودُفِنَ بمَقْبرة البَاب الصَّغير. انتهى.

وذكره صاحب "السُّحبِ الوَابِلَة" (١)، والكمال الغَزِّيُّ في "الوَرْد الأنسيَّ في مناقب عَبْد الغَنِيِّ النَّابُلُسيِّ"، وفي كتاب "النَّعْت الأكمل" (٢)، وفي كِتابه "معجم الشُّيوخ"، وأثْنَى عَلَيْه ثناءً بَلِيْغًا.

قال صاحب "السُّحُب": وذكر تِلْميذُه إبراهيمُ بن جَديد أنَّه كان كثير الخَشْيَة، سَرِيْع الدَّمْعة، عَلَيْه أنْوارٌ، يَنْتَفِعُ الشَّخْصُ بِرُؤيتِهِ قَبْل أن يَسْمع كَلَامه، ولم يَتَزَوَّج، ولم يَتَسرَّ، غير مُلْتَفِت إلى الدُّنُيا وأهْلِها.

٢٧٢٦ - (ت ١١٨٩ هـ): إبراهيم بن عَبْد الله بن إبراهيم بن سَيْف، الوَائِلِيُّ نَسَبًا، النَّجْديُّ أصْلًا، المَدنيُّ مَوْلدًا وَمنشأً وَوَفاةً، الحَنْبَليُّ مَذْهبًا.

ذكره صاحب "السُّحب الوَابِلة" (٣) وقال: هو العَلَّامة الفَهَّامة، المُحَقِّق المُدَقِّق، وُلدِ في المَدينة المنَوَّرة ونشأ بها، فقرأ القُرآن، ثم قرأ على عُلَمائِها والوَارِدين إلَيْها من عُلَمَاء الأقاليم، فبرع في الفِقْه، والفَرَائض، والحِسَاب، وشارك في جميع الفُنُون، وانْتَهت إليه رئاسة المَذْهب الحَنْبليِّ في الحِجَاز، سِيَّما في عِلْم الفرائض، فإنَّه فيه لا يُجَارَى ولا يُبَارَى، إليه فيه الغَايَةُ، وعِنْدَه منه النِّهايَةِ، فكان يُرْحَل إليه لأجْلِهِ، ويُرْسَلُ إليه كُلُّ عَوْيصَةٍ فيَنعمُ بحَلِّه، وصَنَّف كتابه "العَذْب الفَائِض شَرُح ألْفِيَّة الفَرَائض" جَمَعَ فيه جَمعًا بَدِيْعًا، وحَوَى المذاهِب الأرْبَعة تأصِيْلًا وتفْرِيْعًا، وأحْصَى عُلُوم الحِسَاب جميعًا، فاشتهر في الآفاق، وتَعَجَّبَتْ من جَمْعه الحُذّاق، وحَصَل على اسْتِحْسِانه الإجْمَاع والوِفَاق من أهل المذاهب على الإطْلاق، فقرأه عَلَيْه جَمْع جَم، وتَنَاسَخَتْه الأفاضل، وسارت بهِ الرُّكبَان، وصار مَرْجِعَ أهل هذا الشأن إلى هذا الآن. وتُوُفي بِطَيْبَةَ،


(١) السحب الوابلة: ١/ ١٧٣.
(٢) النعت الأكمل: ٣٠٨.
(٣) السحب الوابلة: ١/ ٤٠ - ٤٤.