للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عبد الله المذكور، واسْتجْلَبَه وسأله عن حقيقة حالهم، فأجابَهُ بالاستحسان، وأنها الحقُّ، فقال: أنا في ذِمِّتك تُرْشِدُني ويَسألك اللهُ عن ذلك إن كتمتَ عَنِّي الحَقَّ، فظنَّه الشيخُ صادقًا، فأباحَ له بما كان يَكْتُم في نفسِهِ من تخطئتهم ومجاوزتهم الحدَّ في التَّكفيرِ والقتلِ والنَّهب، فوشى به إليهم، فمسَكُوه وعَرَفوا أنه إذا كان كذلك ينقُضُ عليهم أكثر من غيرِهِ لِحِذْقِهِ وَفهْمِهِ وقوةِ تصرُّفه في الرَّد، مع اطلاعِهِ على خباياهُم، فقَتَلُوه. انتهى.

ذكر ذلك صاحب "السُّحب الوابلة" في ترجمة رَبِيْبِه عبد العزيز بن أحمد بن إبراهيم المتوفى بعد سنة أربعين ومئتين وألف. وكذا ذكره الفاخري وسماه محمد بن غريب، وأرَّخ وفاته سنة ثمان ومئتين وألف.

٢٧٦٨ - (ت ١٢١٦ هـ): محمد بن عبد الله بن محمد بن فَيْرُوز الأحْسائي، نزيلُ البَصْرة، الحنبلي.

ذكره ابن الشَّطِّي في "مختصره" (١) وقال: هو العالم العلامة، توفي سنة ست عشرة ومئتين وألف. انتهى.

وذكره صاحب "السُّحب الوابلة" (٢) وقال: هو محمدُ بن عبد اللهِ بن محمد بن فَيْرُوز التَّمِيْميُّ الأَحْسَائي، العلَّامة الفهَّامة، كاشف المُعضلات، ومُوَضِّح المُشكِلات، ومحرِّرُ أنواع العُلوم، مُقَرِّر المعقول والمَنْقول بالمَنْطُوق والمفهوم. ولد في مدينة الأَحْساء، سنة اثنتين وأربعين ومئة وألف، ونشأ بها في كنف والدِهِ، وكُفَّ بصرُه بالجُدَري، وهو ابن ثلاثٍ سنين، وكان يقول: لا أعرف من الألوان إلا الأحمر، لأني كُنتُ إذ ذاك لابسًا أحمر، ووضع الله فيه من سُرعة الفَهْم وقُوَّةِ الإدراك وبُطءِ النِّسيان، وشدَّة الرَّغبةِ ما يُتعجَّب منه، حفظ كثيرًا من الكُتُب، منها "مختصر المقنع" في الفقه، و"ألفية العراقي" في المصطلح، و"ألفية النحو"، و"ألفية السيوطي عُقود الجُمان في المعاني والبيان"، و"ألفية ابن الوردي" في التعبير، وشيئًا كثيرًا، حتى قيل: إنه يحفظُ


(١) مختصر طبقات الحنابلة: ١٦١.
(٢) السحب الوابلة: ٣/ ٩٦٩.