[(ذكر عدد حجاته، ودعائه ومناجاته، وكراماته وإجابة سؤاله وعدد زوجاته وسراريه وأولاده، وابتداء محنته وسببها)]
قال عبد الله: حج أبي خمس حجات، ثلاث منها ماشيًا واثنتين راكبًا، وأنفق في بعض حجاته عشرين درهمًا.
وقال صالح: قال أبي: حججت خمس حجج، منها ثلاث راجلًا، أنفقت في هذه الحجج ثلاثين درهمًا. وقال أحمد: كفى بعض الناس من مكةَ إلى ها هنا أربعة عشر درهمًا. فقيل: من يا أبا عبد الله؟ قال: أنا.
[أما دعاؤه ومناجاته]
فكان كثيرًا ما يقول في دبر صلاته: اللهم كما صنت وجهي عن السجود لغيرك فصن وجهي عن النار.
وكان يقول: اللهم من كان على هوًى أو على رأي، وهو يظن أنه على الحق وليس هو على الحق، فردَّه إلى الحق حتى لا يضلَّ من هذه الأمة أحد، اللهم لا تشغل قلوبنا بما تكفَّلتَ لنا به، ولا تجعلنا في رزقك خولًا لغيرك، ولا تمنعنا خير ما عندك بشرِّ ما عندنا، ولا ترانا حيث نهيتنا، ولا تفقدنا من حيث أمرتنا، اللهم أعزنا ولا تذلنا، أعزنا بطاعتك، ولا تذلنا بالمعصية.
وكان يقول: اللهم إنك تعلم أننا نعلم أنك لنا على ما نحب، وأكثر مما نحب، فاجعلنا لك على ما تحب، اللهم إنا نسألك بالقدرة التي قلت للسماوات والأرض: ائتيا طوعًا أو كرهًا، قالتا: أتينا طائعين، اللهم وفقنا لمرضاتك، اللهم إنا نعوذ بك من الفقر إلا إليك، ونعوذ بك من الذل إلا لك، اللهم لا تكثر علينا فنطغى، ولا تقلل علينا فننسى، وهب لنا من رحمتك، وسعة من رزقك ما يكون بلاغًا لنا وغنًى من فضلك.