للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢٠٨٤ - (ت ٨١٢ هـ): نَصر الله بنُ أحمد بن محمَّد بن عُمر التُسْتَرِيُّ، البَغدادِيُّ، الحنبلي، نزيلُ القاهِرَة، جَلالُ الدِّين، أبو الفَتح.

ذَكَرَهُ الشَّوكانِيُّ في "البَدر الطَّالع" (١)، فقال: وُلِدَ سنةَ ثلاثٍ وثلاثينَ وسبع مئة ببغدادَ. وأخذَ عن محمدِ بن السَّقَّاء، والبَدرِ الإِرْبلِيِّ، والشَّمسِ الكرمانِي. وأكثرَ منَ الاشتغالِ بالحَديث، ووَلِيَ التَّدريس بالمُسْتَنْصِرِيَّة، والمُجاهِدِيَّة. وقَدِمَ دمشقَ لمَّا شاعَ قُدومُ تَيْمور إليها، فبالَغُوا في إكرامِهِ، ثُم قَدِمَ القاهِرَة، فاستقرَّ في تدريس الحَديثِ بِها. وتصدَّى للتدَّريسِ والإفتَاءِ. وكانَ مُقَتَدِرًا على النَّظْمِ والنَّثر. قال ابنُ حَجَر: اجتمعتُ به واستَفدْتُ مِنهُ، وسَمِعْتُ من إنشائه وقد حدَّث "بجَامعِ المَسانيد" لابن الجَزَري. وصنَّفَ في الفِقه، وأصُوله. وماتَ في عِشري صَفَر، سَنةَ اثنتي عَشرة وثمانِ مئة. انتهى.

وذكره ابنُ العِماد (٢)، فقال: وُلدَ في حُدود الثَّلاثين وسبع مئة، وماتَ أبوه وهُوَ صَغير، فرَّباهُ الشَّيخُ الصَّالحُ أحمد السَّقَّاء، وأقرأه القرآن، واشْتغلَ بالفِقه، فمهرَ، وسمعَ الحَديثَ من جَمالِ الدِّين الخضري، وكَمالِ الدِّين الأَنْبارِي، وآخرين، وقرأ الأُصولَ على بدرِ الدِّين الإِرْبِلِيِّ. وأخذَ عن الكَرْمَانِيِّ شارِحِ البُخارِي شرحَ العضد على ابنِ الحاجِب وباشرَ عِدَّةَ مدارِس ببغدادَ، وذكَّر ببغدادَ، وانتفعَ به النَّاسُ، وخرَجَ لمَّا قصَدَهُ اللَّنك، فوصلَ إلى الشَّام، فبالغوا في إكرامه، ثمَّ قدمَ القاهِرَةَ، وتقرَّرَ في تَدريسِ الحَنابِلَة بمدرسة الظَّاهر بَرْقُوق. وحدَّثَ بالقاهِرَة "بجامعِ المَسَانِيد" لابن الجَزَرِيِّ. وتوفِّي في عِشري صَفَر، سَنةَ اثنتي عَشْرَة وثمانِ مئة. انتهى.

وله تصانِيفُ في الفِقه والأُصول، وغيرِ ذلك، منها: "نَظْمُ الوجيز في الفقه"، تزيد على سبعةِ آلاف بَيْت، وقيلَ: ستَّة آلاف بيت. وقد ذكرَ صاحبُ "الإنصاف" أنها من جُملة الكُتب التي نقلَ منها في "إنصافه". و"نظمُ أرجُوزة في الفرائض" في مئة بيت، جَيِّدة في بابها. و"نظمُ غَريبِ القُرآن"، و"مُختصر


(١) البدر الطالع: ٢/ ٣١٦.
(٢) شذرات الذهب: ٧/ ٩٩.