ولا يُسرق لك. وسمعته يقول: احذروا الصغائر، فإن النُّقَط الصغار آثار في الثوب النقي. وسمعته يقول: إن من الوقاحة تمنَّيك مع توانيك، استوف من نفسك الحقوق، ثم وفِّها الحظوظ حسب ما يكفيها لا ما يُطغيها، قِفْها بين الجنة والنار تأباك الجنةُ بكل معنى وتقبلك النارُ بجملتك.
وقال أبو بكر البرقاني: قلت لابن سمعون: أيها الشيخ إنك تدعو الناس إلى الزهد في الدنيا والترك، وتلبس أحسن الثياب وتأكل أطيب الطعام، فكيف هذا؟ فقال: كلُّ ما يصلحك فافعله، إذا صلح حالك مع الله، بلُبس ليِّن الثياب وأكل الطعام، فلن يضرك.
وقد أطال ابن الجوزي ترجمة هذا الرجل ونقل عنه أشياء يطول شرحها، فنكتفي بهذا القدر، والله أعلم.
ولابن سَمْعُون هذا تصانيف منها:"أمالي في الحديث"، و"مجالس في الوعظ"، وغيرها.
٦٣٥ - (ت ٣٨٧ هـ): عمر بن إبراهيم بن عبد الله، أبو حفص العُكْبَري، يعرف بابن المسلم الحنبلي.
قال النابلسي (١): معرفته بالمذهب المعرفة العالية، وله التصانيف السائرة، سمع من أبي علي ابن الصوَّاف، وأبي بكر النجَّاد، وأبي محمد بن ماسي، وأبي عمرو بن السماك، ودَعْلَج. ورحل إلى الكوفة والبصرة وغيرهما من البلدان، وصحب من فقهاء الحنابلة عمر بن بدر المغازلي، وأبا بكر عبد العزيز، وأبا إسحاق ابن شاقلا، وأكثر ملازمة ابن بطَّة، وله اختيارات في المسائل المشكلات، وتوفي في جمادى الآخرة ضحوة يوم الخميس لثمان خلوَن منه، سنة سبع وثمانين وثلاث مئة. انتهى.
وله مصنفات، قال النابلسي: منها "المقنع"، و"شرح الخرقي"، و"الخلاف