الفهَّامة، الفاضِل الفقيهُ، التَّقي الصَّالحُ، كانَ مُتضلِّعًا من عِدَّةِ عُلوم، مع الصَّلاحِ والتَّقوى. وُلدَ سنةَ خمسٍ وثلاثينَ وألف، ونشأ واشتغلَ بالقُرآن على جماعةٍ، منهم: الشَّيخُ منصُور السطوحي نزيلُ دمشقَ، وحجَّ معه مرَّتين، وأخبر عنه أنّه كان يُفَرِّقُ في المَدينة ثلاث مئة قَميص، وسبع جُبَب، وثلاث مِئة بابُوج، وتسع سرامج وخمسِ مئة ذهب مشخص، ومثلُها في مكَّة، ومنهُم الشَّيخ محمد البطنيني، والنَّجم الغزِّي، والشَّيخ عبد الباقي الحَنبلي، والبلباني، ودرَّسَ وأفاد بالجامِع الأُمويِّ مُدَّةً تزيدُ على ثلاثينَ سَنة، وباليونُسِيَّة مُدَّة، ولزمه جماعةٌ، وأخذوا عنه، منهم الشَّيخُ محمد الحبَّال، والشَّيخُ عبدُ السَّلام الكامِل، والشَّيخ صالح الجنيني، وهو آخِرُهم. وتوفِّي المُترجَم ليلةَ الأحد، غرة جُمادى الآخِرَة، سنةَ سِتَّ عشرةَ ومئة وألف، ودُفنَ بمرج الدَّحداح، بالقُرب من الشَّيخ أبي شامَة. انتهى.
٢٦٧٢ - (ت ١١١٩ هـ): عَبدُ الجَليل بنُ أبي المَواهِب بن عَبد الباقي، الدِّمشقي، الحَنبلي، الشَّهيرُ بالمَواهِبيِّ.
ذكره المُرادي في "سِلك الدُّرر" (١)، وقالَ: هو الشَّيخُ العالِمُ، المُحقِّقُ المُدَقِّق، الفهَّامةُ، الإمامُ الفاضِلُ وُلدَ في دمشقَ، في سادس شَعبانَ، سَنةَ تسعٍ وسَبعينَ بعد الألف، ونشأ بها في كَنَفِ والدِه العلَّامةِ المُحدثِ الشيخ أبي المَواهب، الآتيةِ ترجمتُه. واشتغلَ بطلبِ العلمِ علَيه، ولازمَ الشَّيخَ إبراهيم الفتَّال، ومُفتي دِمشقَ الشيخَ إسماعيل الحايك، والشَّيخَ عبدَ القادرِ بن عَبد الهادِي، أخذَ عنه الأصلَيْن، والنَّحوَ والصَّرف، والمَعاني والبَيان. وأخذَ الفِقَه والحديثَ ومُصطلَحهُ عن والِده، وقرأ على العلَّامةِ الشَّيخِ عَبدِ الرَّحيم الكابُلي نزيل دمشقَ، والشَّيخِ عُثمان القطَّان. وأجازَهُ المُحَقِّقُ الرَّبانيُّ إبراهيمُ الكُوراني نزيلُ المَدينة المُنوَّرة، والعلَّامة السَّيدُ محمد البَرْزَنجي الكُوراني نزيلُها أيضًا. وبرعَ صاحبُ التَّجمةِ في المعقُولات، لا سِيَّما النَّحو والصَّرف، والمَعاني والبَيان. وجلسَ للتدريسِ بالجامعِ الأمويّ، وعَكَفَ عليه الطَّلبةُ للاستِفادَةِ، وكانَ
(١) سِلك الدُّرر: ٢/ ٢٣٤.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute