للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والبَرْقاني، وأبا القاسم الخرقي، وابن بِشْران، وغيرهم. وكان فاضلًا خيِّرًا، ثقةً صَيِّنًا، شديدًا في السنّة، على مذهب أحمد بن حنبل. وقال القاضي حسين، وابن السمعاني: كان شيخًا صالحًا ديِّنًا، كثير الصلاة، حسن التلاوة للقرآن، ذا لَسَنٍ وفصَاحة في المجالس والمحافل، وله في ذلك كلام منثور، وتصنيف مذكور مشهور. انتهى.

وذكره ابن رجب في "طبقاته" (١)، وقال: قال ابنُ شافع: توفي يوم الأحد، سابع عشر رمضان، سنة ثمان وستين وأربع مئة. و"جَدَا" بفتح الجيم. انتهى المراد منه.

وله مصنفات ذكر النابلسي منها: مُصنَّفًا في الأصول.

٧٠٨ - (ت ٤٦٩ هـ): عُبيد الله بن محمد بن الحسين بن الفراء بن أبي يعلى الأكبر، أبو القاسم الحنبلي، الشَّاب العالم الورع الصالح.

قال النابلسي (٢): ولد يوم السَّبت السّابع من شعبان، سنة ثلاث وأربعين وأربع مئة. وسمع الحديث من: أبي محمد الجوهري، وأبيه القاضي أبي يعلى، وغيرهما كثير. ورحل في طلب الحديث والعلماء إلى البلاد: واسط، والبصرة، والكوفة، وعُكْبَراء، والموصل، والجزيرة، وآمِد، وغيرها. وقرأ على الآمدي وأبي الحسن، وقبلَه علَّق عن والده، وكان أبوه يأتَمُّ به في صلاة التراويح إلى أن توفي. وتقدَّم على شيوخ الطوائف، وكان ذا عفَّة وديانة وصيانة، وكانت له معرفة بالجرح والتعديل، وأسماء الرجال والكنى، وغير ذلك. وقرأ بالروايات الكثيرة للقرآن، على: ابن الخيَّاط، وابن البنَّاء، وأبي الخطَّاب الصوفي، وأحمد بن الحسن اللحياني، وغيرهم. ولَمَّا ظهرت البدعة، سنة تسع وستين وأربع مئة، هاجر إلى حرم الله تعالى، فكانت وفاته في مُضِيِّه إلى مكة، بموضع يعرف بالنَّقِرَة، في أواخر ذي القعدة، سنة


(١) ذيل طبقات الحنابلة: ١/ ١١.
(٢) مختصر طبقات الحنابلة: ٣٩١.