للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الألتمشلي، وكان لطيف الذَّات، حلوَ المحاورةِ، ظريف المُذاكَرة، منوَّر الوجه، مُضِيء الشَّيبةِ، وله شعرٌ قليلٌ، وقدم أخيرًا إلى دمشق في سنة أربع ومئتين وألف، ونَزل بدار شيخ الإسلام السيِّد محمد خليل أفندي المُرَادي، فأكرمه وأحسن نُزُلَه، واجتمعتُ به إذ ذاك، وأخذت عنه، وأجازَني بعد إسماع الحديث المُسلسَلِ بالأوَّلية، وسمعتُ من فوائده ولطائفه، ثم رَجَعَ إلى حلب، وتوفي بها في سنة سبعٍ ومئتين وألف في شهر رَبيع الأول. انتهى المراد من ترجمة حافلة.

٢٧٦٤ - (ت ١٢٠٧ هـ): محمد بن عبد الله بن محمد بن علي، المعروف بأبي شَعْر وشعير النَّابُلُسي الأصل، الدِّمشقي المَوْلد والسَّكنِ، الشَّاغُوري الشَّريف لأُمِّه، الحنبلي.

ذكره ابن الشَّطِّي في "مختصره" (١) وقال: هو الفاضِلُ الكاملُ الوَليُّ الصُّوفي، المبارك التَّقي النَّقِي، الأَوْحد، بحر العُلوم والأذواق، تقي الدِّين، قَدِمَ والدُهُ من بَلْدَة نابُلُس إلى دمشق، وتوطَّنها، وتزوَّج بوالدةِ المترجم وهي أُخت الشِّهاب أحمد البَعْلي، وولد المترجَم بدمشق، سنةَ ثمانٍ وعشرين ومئةِ وألف، ونَشأ بها في حجر والده، ثم قرأ القرآن العظيمَ، وطلبَ العلمَ، وأخذَ عن جماعةٍ من العُلماء، منهم خالُه الشِّهاب أحمد البَعْلي المذكور، ثم أحضَرَهُ والدُهُ بين يَدَي الأُستاذِ عبد الغني النَّابُلُسي واستجازَ لَهُ منه، فأجازَهُ بما يَجُوزُ له، وصافَحَه، ثم سأله عن اسمه فقال له والدُهُ: محمد، فقال عبد الغني: وأنا ألَقِّبُه بتقي الدِّين، ثم أوصاه به، وقال له: احترس عليه فسيكونُ له شأنٌ عظيمٌ، وقد صار للمترجَم أحوالٌ عجيبة، وأطوار غريبة، واعتقَدَهُ العامَّةُ والخاصَّةُ حتى الوُزَراء والحكام يُهْدُونَه الهدايا الجليلةَ، وله مؤلفات منها: كتاب "عقيدة الغَيْب والصَّلوات المعروفة"، وكانت وفاتُه عشيةَ يومِ الجمعةِ ثامِنَ عشر شوَّال، سنةَ سبعٍ ومئتين وألف وصُلِّي عليه بجامع سِنَان باشا، ودُفن بتربة الباب الصَّغير داخل بناءٍ على جادَّة الطَّريق، وقبره مشهور هناك. انتهى المراد من ترجمة طويلةٍ.


(١) مختصر طبقات الحنابلة: ١٧١.