للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢٧٠٢ - (ت ١١٦٤ هـ): محمدُ بنُ عَبد الرَّحمن بن حُسَين بن مُحمد بن عَفَالِق العَفَالِقِيُّ نَسَبًا، الأحسائِيُّ بلدًا، الحَنبليُّ.

ذكره صاحِبُ "السُّحب الوابِلَة" (١)، وقالَ: هو العلَّامة الفهَّامة، المُحرر الفَلكي. وُلِدَ في بلدِ الأحسَاء، وبها نشأَ، وأخذَ عن عُلمائِها القَاطِنينَ بها والوارِدينَ علَيها، وأجازُوه، ومهَر في الفِقه والأصُول والعربيَّة، وسائِرِ الفُنون، وفاقَ في علمِ الحِسابِ والهَيئة وتوابِعها، فاشتَهر بتحقيقِ علمِ الفَلك وتَدقِيقه في عصره فما بَعد، وألَّفَ فيه التصانيفَ البَديعةَ، منها: "الجَدولُ المشهور" الَّذي اختَصَرَه تلميذُه السَّيدُ عبدُ الرحمن الزَّواوِي المالِكيَّ، وعليه عَمَلُ النَّاسِ اليومَ، ومنها: "مد الشَّبك إلى صَيدِ علمِ الفَلك"، و"سُلَّم العُروج في المَنازِلِ والبُروج"، وغير ذلك، وضَبطَ هذا الفنَّ ضبطًا عَجيبًا، وجعَل له أوضاعًا غَريبةَ سهَّل فيها مأخَذَهُ، وقرَّب طريقَه، واستدركَ على من تقدَّمه أشياءَ، فصارَ مرَجعًا في هذهِ الفُنون، وعلى كُتُبهِ المُعوَّل، وأقرأَ جميعَ الفُنونِ جَمعًا من الفُضَلاء أنبلُهم الشَّيخ محمد بنُ فَيرُوز، وأخبرَ عنه بعجائب وغرائب، منها أنه قال: قالَ لي عندَ موتِهِ: في صَدرِي أربعَةَ عشَرَ عِلمًا لم أُسأَلْ عن مَسألةٍ منها قَبْلكَ، والَّذي ظهَر لي أنَّه يعني غيرَ الفِقه والعربيَّةِ والفَلكِ والحديثِ، لأنَّ هذه العلومَ قد أخذها عنه خَلق كَثير قَبلي ومَعِي. قالَ: وشرَحَ "الغايةَ" في الفِقه مُبتدئًا من كتاب البَيع، فوصَل فيه إلى الصُّلح، حقَّقَ فيه ودقَّق، وكانَ عالِمًا عامِلًا مُحقِّقًا. توفِّي في الأحساء، سَنَةَ أربعٍ وسِتَّين ومئة وألف. مُلَخَّصًا من تَرجمةٍ مُسهَبَةٍ جِدًّا.

٢٧٠٣ - (ت ١١٦٨ هـ): عوَّادُ بن عُبَيد الله بن عابِد، الدِّمشقي، الحَنبليُّ، الشَّهيرُ بالكوري.

ذكره الغَزِّيُّ (٢) وقال: هو الشَّيخُ الفَقيهُ، الواعِظُ الصَّالِحُ، النَّاسِكُ العُمدَة، القُدوَة البَركَةُ الأوحد، بقيَّةُ السَّلَف الصَّالح، أبو الفضائل. ولد بالكورة، وقَدِمَ


(١) السحب الوابلة: ٣/ ٩٢٧.
(٢) النعت الأكمل: ٢٨٧.