للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عَلَيْه العَمَل الآن في نَجْد من اعتبار الرهن ولَوْ كان في يَدِ صَاحِبِه، وكان المترجم إذا رفِع إليه رَهْنٌ من هذا النَّوْع لم يَعْتَبِرْه، فشَكَوْه إلى وَليِّ الأمْر، فراجَعَهُ، فأصَرَّ، فَعَزَلَهُ، وبَعْد عزله سكن … ثم تَوَلَّى قَضَاء الأفلاج، وكان أصْلُهم من الأفلاج، فارتحل إلى الرِّياض، وقرأ على الشَّيخ عَبْد الرَّحمن بن حَسَن، وابنه عبد اللَّطِيف وغَيْرِهِما، وأخَذَ عَنْه جُمْلةٌ من العُلَماء الأفَاضِل، منهم ابنهُ سَعد، والشَّيْخ عَبْد الله بن عَبد اللَّطِيف، والشَّيْخ سُلَيمان بن سحمان وغيرهم، وكان رحمه الله صَدَّاعًا بالحَقِّ، عَلَيْه هَيْبةٌ. وله مُؤَلَّفاتٌ مُفيدةٌ، منها كتاب "شرح التوحيد"، "وسبيل النجاة"، ووسائل في التوحيد والفقه.

وتوفي رحمه الله في الأفلاج سنة سبع وتسعين ومئتَين وألْف، ورَثَاه شَيْخُنا الشَّيْخ سُلَيمان بن سحمان، ورَثَاه أيْضًا عَبْد الله بن أحمد العُجَيْريُّ. وتُوُفِّي عن تسعةٍ من الوَلَد ذُكُورٍ، تَوَلَّى القَضَاء منهم خَمْسَةٌ، سَعْد، وعَبْد العَزيز، وعَبد اللَّطِيْف، وعَبْد الله، وعليٌّ، وعَبْد الرَّحمنِ، وإسْحَاق، وإسْمَاعيل، ومحمد. انتهى.

وذكره ابن عيسى في "ذيله على تاريخ ابن بِشْر" فقال: الشَّيخ حَمَد بن عَتِيْق العَالِم العَلَّامة، الفَاضِل المحقِّق المُدَقِّق، تُوُفِّي سنةَ إحدى وثلاث مئة وألف.

قلت: لعَلَّ هذا الصحيح في تاريخ وفاته.

٢٨٧٧ - (ت ١٢٩٧ هـ): الشَّيْخ محمد بن مُصْطَفَى بن سُلَيْمان، البَرْقَاويُّ أصْلًا وشُهْرةً، الدِّمَشْقِيُّ الحَنْبليُّ.

ذكره ابن الشَّطِّيِّ في "مُخْتصَره" (١) وقال: هو الشَّيخ الجَلِيل، الفَاضِلُ النَّبيلُ المُعَمَّر، قاضِي الحَنَابلة، وابن قاضِيْها، وُلد بدِمَشق سَنَةَ عِشرين ومئتين وألْف تقريبًا، ونَشَأ في حجرِ وَالِدِه المُتقدِّم ذكره، وَأخَذَ الفِقْه عَنْه وعَن الشَّيخ حَسَن الشَّطِّيِّ، وحَضَر في بَعْضِ العُلُومِ عَلَى الشَّيْخِ سَعِيْد الحَلَبي، والعَلَّامة


(١) مختصر طبقات الحنابلة: ١٩٥ - ١٩٧.