للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وذكره ابن العماد (١) وقال: قال ابن شافع: هو الأمَّار بالمعروف والنَّهاء عن المنكر، والمقامات المَشْهودة في ذلك، والمَهْيب بنور اليقين والإِيمان لدى الملوك والمُتصرِّفين، صحب القاضي أبا يعلى، وتفقَّه عليه، ثم تمم على صاحبه الشريف أبي جعفر، وخَتَم عليه القرآن خلقٌ لا يُحصون كثْرةً، وكان من عباد الله الصالحين، لا تأخذه في الله لومة لائم، مهيبًا، وقورًا، له حرمة عند الملوك، وله المقامات المشهودة في ذلك، مذومًا على الصيام والتهجد والقيام، وله ختمات كثيرة جدًا، كل ختمة منها في ركعة واحدة، وسمع الحديث من أبي علي بن البناء، وتوفي في الصلاة ساجدًا في شهر ربيع الآخر، سنة ستٍ وخمس مئة بدَرْزِيجان، والدَّرْزِيجاني بفتح الدال المهملة، وسكون الراء، وكسر الزاي، وتحتية ساكنة، وجيم نسبة إلى درزيجان، قرية ببغداد. انتهى.

وذكره ابن رجب (٢) وغيره، وما ذكره النابلسي وابن العماد عنه، من أنه كان يختم في كل ركعة ختمة، فهذا بعيد جدًا، فلو سلَّمنا إمكان ذلك، وأنه يصلي ركعتين فقط يختم بهما ختمتين، لكانت تلاوته هذه للقرآن خلاف السنّة، فالظاهر أن هذا مبالغة لا يصحُّ عنه. والله أعلم.

٧٧٠ - (ت ٥٠٧ هـ): علي بن محمد بن علي أبو منصور ابن الأنباري الحنبلي.

قال النابلسي (٣): تفقَّه على القاضي أبو يعلى، وسمع منه الحديث الكثير، وكان أحد الشهود العُدُول عند قاضي القضاة الدَّامَغَاني، ومحمد بن المظفَّر الشامي، وغيرهما، وولي القضاء برَبْع باب الطَّاق، وكان يَعظ في جامع المنصور، وجامع القصر، ويشهد، وكان ينشر السنّة في مجالسه، ومات في جمادى الآخرة سنة سبع وخمس مئة، ودفن بمقبرة أحمد بن حنبل. انتهى.


(١) شذرات الذهب: ٤/ ١٥.
(٢) الذيل على طبقات الحنابلة: ١/ ١١٠.
(٣) مختصر طبقات الحنابلة: ٤٠٨.