للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال ابن العماد (١): سمع ابن البُسْري، وأبا نصر الزَّيْنَبِي، وعاش ثلاثًا وثمانين سنة، وتوفي في ذي الحجة سنة خمسين وخمس مئة. انتهى.

٨٦٣ - (ت ٥٥٠ هـ): محمد بن ناصر بن محمد بن علي بن عُمر البغدادي، السَّلامي، الحنبلي، أبو الفضل، الحافظ الثقة، محدِّث العراق.

قال ابن الجوزي (٢): ولد في شعبان سنة سبع وستين وأربع مئة، وسمع الحديث الكثير، وكان له حظٌ وافر من معرفته، قرأ علم اللغة على أبي زكرياء، وهو الذي جعله الله سببًا لإِرشادي إلى العلم، فإنه كان يجتهدُ معي في الصغر، ويحملُني إلى المشايخ، وأسمعني "مسندَ الإِمام أحمد" بقراءته على ابن الحُصَين، والأجزاءَ العوالي، وأنا إذ ذاك لا أدري ما العلم من الصِغر، وكان ثَبَتَ لي في كل ما سمعت وقرأت عليه ثلاثين سنة، ولم أستفد من أحدٍ كاستفادتي منه، وتوفي في شعبان سنة خمسين وخمس مئة. انتهى.

وذكره ابن العماد (٣) فقال: ولد سنة سبع وستين وأربع مئة، وسمع علي بن البُسْري، وأبا طاهر بن أبي الصقر، والبانْيَاسِي وطبقتَهم، وأجزَ له من خُراسان أبو صالح المؤذِّن، والفضل بن المُحِب، وأبو القاسم بن عَلِيَّكٍ، وطبقتهم، وعُني بالحديث بعد أن برع في الفقه، وتحوَّل من مذهب الشافعي إلى مذهب الحنابلة.

قال ابن النجَّار: كان ثقةً ثَبْتًا، حسنَ الطريقة، مُتَدينًا، فقيرًا، متعففًا، نظيفًا، نَزِهًا، وقف كُتبَه، وخلَّف ثيابًا خَلِقة، وثلاثة دنانير ولم يعقب. وقال فيه أبو موسى المديني الحافظ: هو مقدم أصحاب الحديث في وقته ببغداد.

وقال ابن رجب: كان والده تركيًا شابًا، محدِّثًا، فاضلًا، من أصحاب أبي بكر الخطيب الحافظ، توفي في شبيبَتِه، وأبو الفضل هذا صغير فكفله جدُّه لأمِّه أبو


(١) شذرات الذهب: ٤/ ١٥٥.
(٢) مناقب الإمام أحمد: ٦٣٩.
(٣) شذرات الذهب: ٤/ ١٥٥.