للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عَبدِ الله بنِ محمد بن حمد بن عَبد الله بن مَعمر المَشهُور، ثم انتقلَ منها في سَنةِ تسعٍ وثلاثينَ ومئة وألف، بعدَما ماتَ عبدُ الله بن مَعمر في الوَباءِ المَشهورِ، الَّذي وقعَ في العُيَيْنة وأفناها، وسَكَن حريملا، وتولَّى القضاءَ بها، وذلك في أوَّلِ القرنِ الثَّاني عَشَر، ولهُ معرفةٌ في الفِقه وغَيرِهِ، ورأيتُ له سُؤالات وجَوابات. توفِّي سنةَ ثَلاثٍ وخَمسينَ ومئة وألف. انتهى.

وذكره محمُود شُكري الألوسي في "تاريخ نجد" وقال: كانَ عالِمًا فقيهًا، على مَذهب الإمامِ أحمد، وكانَ قاضيًا في بلدِ العُيَنْيَة، ثم في بلدِ حريملا وذلك في أوَّلِ القَرنِ الثَّاني عشَر، ولَهُ معرفةٌ تامَّة في الحَديثِ والفِقه. وغَيرِهما، وله أسئِلةٌ وأجوبة.

قلت: قولُ صاحب "السُّحب الوابِلَة": لكن بينَهُما تباينٌ. يريدُ بذلك الحَطَّ على الشيخِ محمد، صاحِب الدَّعوة المُباركَةِ ابنِ المُترجَم وتنقُّصَه، ولكن فضلَ الشَّيخ محمد لا يُنكِرهُ إلا مُكابِر مثلُ صاحب "السُّحب" الَّذي لا يرضَى عن الشَّيخ وأتباعِهِ بالتزامِهِم اتَّباعَ السُّنَّة. وقمعَ البِدعَة، فلقَد صدقَ بقولهِ: بينَهما تبايُنٌ، لكن تباينٌ بعكسِ ما يُريده هُو فاعلَم ذلك.

٢٦٩٣ - (ت ١١٥٣ هـ): مُصطفى بنُ عَبد الحقَّ النَّابُلُسي، اللَّبَدي، ثم الدِّمشقي، الحَنبلي.

ذكره المُرادي (١)، وقال: هُو الشَّيخُ العالِمُ، البارعُ، الفَرضِيُّ الحَيْسُوب، الإمامُ المتفوِّقُ العُمدة، عزُّ الدِّين، كانَ من أجلِّ أهلِ عَصرِهِ في الفِقهِ وأصُوله، له الباعُ الطَّويلُ في عِلْمَي الفرائض والحساب، قدمَ من بلدِهِ كَفْر اللَّبَد في جَبَل نابُلُس إلى دمشقَ، سنةَ إحدى عشرةَ ومئة وألف، وسكَن المدرسةَ المَرداوِيَّة، وطلبَ العِلمَ، ولازمَ أوحدَ عَصرِه الشَّيخَ أبا المَواهِب بن عَبد الباقِي الحَنبليَّ، مُفتي الحنابِلَة بدمشقَ، وأخذ عَنه الفِقهَ والحديثَ أيضًا، وأخذ عن تلميذِهِ أبي التقى عَبدِ القادرِ بن عُمَر التَّغلِبيِّ، فقرأ عليهما كُتبًا عديدةً في الفِقه "كدليل


(١) سِلك الدرر: ٤/ ١٨٤.