للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال محمد بن مسلم: كنا نهاب أن نردَّ أحمد في الشيء أو نحاجَّه في شيء من الأشياء.

وقال بعضهم: جئت إليه أُكلِّمه في شيء فوقعت عليَّ الرعدة حين رأيتُه من هيبته.

وقال أبو عبيد: جالستُ أبا يوسف، ومحمد بن الحسن، ويحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي، فما هبت أحدًا منهم ما هبت أحمد بنَ حنبل، ولقد دخلت عليه في السجن لأسلم عليه فسألني رجل عن مسألة فلم أجبه هيبة لأحمد.

[وأما نظافته وطهارته]

فقال الميموني: ما أعلم أني رأيت أحدًا أنظف ثوبًا ولا أشدَّ تعاهدًا لنفسه في شاربه وشعر رأسه وشعر بدنه، ولا أنقى ثوبًا وشدة بياض من أحمد بن حنبل.

وقال المرُّوذي: كان لا يدخل الحمام، وإذا احتاج إلى النورة تنوَّر في البيت، وأصحلت له غير مرة النورة، واشتريت له جلدًا ليده، فكان يدخل يده فيه ينوِّر نفسه. وقال أبو العباس: ضربت لأحمد نورة ونوّرته، فلما بلغ عانته وليها.

[وأما سهولة أخلاقه وحسن معاشرته]

فقال البُوْشَنْجي: ما رأيت أحدًا في عصر أحمد ممن رأيت أجمع منه ديانة وصيانة وملكًا لنفسه، وطلقًا لها وفقهًا وعلمًا وأدبًا ويقينًا، وكرم خلق، وثبات قلب، وكرم مجالسة، وأبعد من التماوت.

وقال أبو عبد الله لعلي ابن المديني: إني أحب أن أصحبك إلى مكة، وما يمنعني من ذلك إلا أني أخاف أن أملّك أو تملّني، قال علي: فلما ودعته قلت له: يا أبا عبد الله توصي بشيء؟ قال: نعم، أَلْزِمْ تقوى الله قلبك، وانصِب الآخرة أمامك.

وكان أحمد رحمه الله إذا أراد القيام قال لجلسائه: إذا شئتم.

وقال أبو داود: كانت مجالسة أحمد مجالسة الآخرة، لا يذكر فيها شيء من أمور الدنيا، ما رأيته ذكر الدنيا قط.