للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحديثَ عن ابن زيد، وابن عُبادة، وغيرهما، وكان يُقرئ الأطفالَ في مكتبِ مسجد ناصر الدِّين غربي مدرسة أبي عمر، وكان يُقرئ "البخاري" في البيوت والمساجد، وجامعِ الحنابلة بسَفْح قاسيون، وكان إذا ختم "البخاري" في الجامع المذكور، يحضُرُ عنده خلائقُ، فإنه كان فصيحًا، وله في الوعظ مَسْلكٌ حسنٌ، ثم انجمع في آخر عُمرِه عن الناس، وقطَنَ بزاوية المحْيَوِيِّ الرُّجَيْحيِّ بالسَّهم الأعلى إمامًا لها، وقارئًا للبخاري، توفي سنةَ خمس عشرة وتسع مئة، ودُفن بالرَّوضة. انتهى.

٢٥٣٥ - (ت ٩١٦ هـ): بدر الدِّين، أبو علي، حسنُ بن علي بن عُبَيْد بن أحمد بن عُبيد بن إبراهيم المَرْدَاوي، ثم الدِّمشقي، الصَّالحي الحنبلي.

ذكره ابن العماد (١) وقال: حَفِظَ القرآن الكريم وعدَّة كتب، واشتغلَ على جماعة من آخرِهم الشيخُ زين الدِّين بن العَيْني وقرأ عليه شَرْحَيْهِ على "الألفية" و"الخزرجية"، وأخذ الحديثَ عن ابن السُّلمي، وابن الشَّريفة، والنظام بن مُفلح، ورَحَل مع الجمال ابن المِبْرَد إلى بعلبك، فسمع بها غالب مسمُوعاته، وسمع على جماعةٍ كثيرين، وكان له خَطٌّ حسنٌ، وكان يتكسَّبُ بالشهادة، وهو من شيوخ ابن طُولون ومُجِيزِيه، توفي يوم الخميس تاسع رمضان، سنةَ ست عشرة وتسع مئة. انتهى.

وذكره ابن الشَّطي في "مختصره" (٢) وأرَّخ وفاته سنة عشر وتسع مئة، وقال: هو الإمام الفاضلُ، حفِظ القرآن وعدَّة كُتبٍ، واشتغلَ قديمًا على جماعاتٍ، ترجمه الحافظُ الشمسُ ابن طولون فقال: أخذ عن ابن السُّلمي، والنظام بن مُفلح، وجماعاتٍ كثيرين، ورَحَل إلى بَعْلَبك مع الجمال ابن عبد الهادي، وكان له خطٌ حسنٌ وتسبَّبَ بالشهادة، أجازني مشافهةً غير ما مرَّة، واستفدتُ منه عدة أشياء، منها: أن أبا العلاء المعرِّي قال:

إذا مَا ذَكَرْنا آدَمًا وفِعَالَه … وتزويجَهُ بنتَيه لا بْنَيْه في الخَنْا


(١) شذرات الذهب: ٨/ ٧٤ - ٧٥.
(٢) مختصر طبقات الحنابلة: ٨٦.