للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عنه الدَّمياطي، وغيرُه. وكان صالحًا، حافظًا للقرآن، لا بأس به. وكان أبوه إمامًا، مُقرِئًا. وتوفي سنة اثنتين وخمسين وست مئة. انتهى.

١٢٢١ - (ت ٦٥٢ هـ): عبد السّلام بن عبد الله بن الخَضِر بن محمد بن علي، شيخ الإِسلام، أبو البركات، مجد الدِّين، ابن تيميَّة، الحرَّاني، الفقيه الحنبلي، الإِمام المُقرئ، المحدِّث المُفَسِّر، الأصولي، النَّحوي. أحد الحفَّاظ الأعلام، وفقيه الوقت، ابن أخي الفخر المتقدِّم.

قال ابنُ العماد (١): ولد سنة تسعين وخمس مئة تقريبًا بحرَّان. وحفظ القرآن بها، وسمع من عمَّه الخطيب فخر الدين، والحافظ عبد القادر الرُّهَاوي، ثمَّ ارتحل إلى بغداد، سنة ثلاث وست مئة، مع ابن عمِّه، سيف الدِّين عبد الغني، المتقدِّم أيضًا. فسمع بها من ابن سُكَيْنَة، وابن الأخضر، وابن طبرزد، وخلق. وأقام بها سِتَّ سنين، يشتغل بأنواع العلوم. وتفقَّه بها على أبي بكر بن غنيمة، والفخر إسماعيل. وأتقن العربيَّة، والحساب، والجبر، والمقابلة. وبرع في هذه العلوم، وغيرها. قال الذهبي: حدثني شيخُنا - يعني أبا العباس ابن تيميَّة شيخَ الإِسلام، حفيدَ المجد هذا - أنَّ جَدَّه رُبِّي يتيمًا، وأنه سافر مع ابن عمِّه إلى العراق ليخدمه، ويشتغل معه، وهو ابن ثلاث عشرة سنة، فكان يبيت عنده فيُسمعه مسائل الخلاف، فيحفظه المسألة. فقال الفخر إسماعيل: أَيْش حفظ هذا الصغير؟ فبدر، وعرض ما حفظه في الحال، فَبُهِتَ فيه الفخر، وقال لابن عمِّه: هذا يجيء منه شيء، وحرَّضه على الاشتغال. قال: فشيخهُ في الخلاف الفخرُ إسماعيل، وعرض عليه مصنَّفه "جُنَّة النَّاظر"، وكتب له عليه: عرض عليّ الفقيه الإِمام، العالم، أوحد الفُضلاء، وهو ابن ستَّ عشرة عامًا. قال الذَّهبي: وقال لي شيخُنا أبو العباس: كان الشيخ جمال الدين بن مالك يقول: أُلِينَ للشَّيخ المجد الفقه، كما أُلين لداود الحديد. وقال الشيخ نجم الدين بن حمدان، مصنف "الرِّعاية في تراجم شُيوخ حَرَّان": صَحِبتُ المجدَ، صحبته بعد قدومي من دمشق، ولم أسمع منه شيئًا. وسمعت بقراءته على ابن عمّه كثيرًا. وولي


(١) شذرات الذهب: ٥/ ٢٥٧.