للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وذكره ابن العماد (١) فقال: قال ابن الجوزي في "طبقاته": هو أحد المشهورين بالزُّهد والصلاح، سمع الحديث على القاضي أبي يعلى، وقرأَ عليه شيئًا من المَذْهب، وكان عفيفًا لا يَقبل من أحد شيئًا، وكان إذا حجَّ يزور القبور بمكة، ويجيء إلى قبر الفُضَيل بن عِيَاض، ويخطُّ بعصاه ويقول: يا رب ها هنا، يا رب ها هنا. انتهى المراد منه.

وذكره ابن رجب (٢) فقال: قال ابن الجوزي في "التاريخ": كان يتنزَّه عن عمل النقوش والصُّور. وذكر أبو الحسين أن سبب تركه الصناعة أنه دخل مرة مع الصُنَّاع إلى بعض دور السلاطين مُكْرَهًا، وكان فيها صُور من الإِسفيداج مجسَّمة، فلما خلا كَسَرها كلَّها، فاستعظموا ذلك، فقال: هذا منكر، والله أمر بكَسْره، فانتهى أمره إلى السلطان، وقيل له: هذا رجل صالح مشهور بالدِّيانة، وهو من أصحاب ابن الفرَّاء، فقال: يخرج ولا يُكلَّم، ولا يُقال له شيء يُضيِّق صدره، ولا يرجع يُجاء به إلى عندنا.

قال ابن رجب: روى عنه ابن ناصر، والسِّلَفي، ولما بلغ خبرُ موته إلى بغداد، نُودي في البلد بالصلاة عليه صلاة الغائب، فحضر الناس في جامعي بغداد من الجانين، وتقدَّم للصلاة عليه في الجانب الشرقي بعضُ أصحاب القاضي أبي يعلى. انتهى المراد منه.

٧٦٦ - (ت ٥٠٥ هـ): محمد بن علي بن محمد الحُلْوَاني، أبو الفتح.

قال النابلسي (٣): كان قد شاهدَ أبا يعلى القاضي، وتفقَّه على صاحبه أبي علي القاضي، والشريف أبي جعفر، ودرَّس في المسجد الذي كان يدرِّس فيه الشريفُ أبو جعفر بالحَرِيْم، ومات في ذي الحجة سنة خمس وخمس مئة. انتهى.


(١) شذرات الذهب: ٤/ ٦.
(٢) الذيل على طبقات الحنابلة: ١/ ١٠٤.
(٣) مختصر طبقات الحنابلة: ٤٠٨.