للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وذكره ابنُ حجر في "الدُّرَر" (١): وقال: قال البِرْزَالي: رَجُلٌ جَيَّدٌ، ملازمٌ للصَّلاة بالجامع، وحَدَّث بالكثير، وطال عمره، وانتفع به، وأكثر عنه شيخنا العراقي، ومات في خامس عشر المحرم سنة إحدى وستين وسبع مئة بالصَّالحية وله إحدى وتسعون سنة انتهى.

١٧٨٤ - (ت ٧٦١ هـ): عبد الله بن يوسف بن أَحْمد بن عبد الله بن هشام الأنصاري، الحنبلي، النحوي، العَلَّامة جمال الدين أبو محمَّد.

قال ابن العماد (٢) قال في "الدُّرَر": ولد في ذي القعدة سنة ثمانٍ وسبع مئة، ولزم الشهاب عبد اللطيف بن المرحل، وتلا على ابن السراج، وسمع على أبي حَيَّان "ديوان زهير" بن أبي سُلْمَى، ولم يلازمه، ولا قرأ عليه، وحضر دَرْسَ التَّاج التبريزي، وقرأ على التَّاج الفَاكهاني "شرح الإِشارة" له إلَّا الورقة الأخيرة، وتَفَقَّه للشَّافِعِيَّ ثم تَحَنْبَل فحفظ الخِرَقي في دون أربعةِ أشهرٍ وذلك قبلَ موتهِ بخمسِ سنين، وأتقن العَرَبِيَّة ففاق الأقران بل الشيوخ، وحَدَّثَ عن ابن جماعة بالشَّاطِبِيَّة، وتَخَرَّجَ به جماعةً من أهل مِصْرَ وغيرهم، وتَصَدَّرَ لنفعِ الطالبين، وانفرد بالفوائد الغريبة والمباحث الدقيقة، والاستدراكات العجيبة، والتحقيق البالغ، والاطلاع المُفْرِط، والاقتدار على التَّصرُّفِ في الكلام والملكة التي كان يتمكن من التعبير بها عن مقصوده بما يريد مع التواضع، والبرَّ، والشفقة، ودَمَاثة الأخلاق، ورِقَّةِ القَلْب.

قال ابن خَلدون: ما زلنا ونحن بالمغرب نسمع أَنَّه ظهر بمصر رجلٌ عالمٌ بالعربية، يقال له ابنُ هشام أنحى من سيبويه، وكان كثيرَ المخالفة لأبي حيان، شديدَ الانحراف عنه، وله تصانيف كثيرةٌ، وله شعرٌ، تُوفِّي في ليلة الجمعة خامس ذي القعدة سنة إحدى وستين وسبع مئة، ودُفِنَ بعد صلاة العصر بمقبرة الصوفية بمصر انتهى. المراد منه.


(١) الدُّرر الكامنة: ٣/ ٦٣.
(٢) شذرات الذهب: ٦/ ١٩١.