قال في "زهر الخمائل": وُلِدَ سنةَ تسعين ومئتين وألف، ونشأ في كَفَالةِ أعمامِهِ مُتْعِب العبد الله، ومحمد العَبْد اللهِ، غير أنه كان في قلبِهِ وَازعٌ ديني، فترك زخارفَ الملِك وزينَتَهُ، ولم يرضَ إذا مشى أن يتبعه أحد، قرأ القرآنَ على الشيخ يعقوب بن محمد، وحفظه، وأتقَنَه، وكان يتلُوه في جلوسه وممشاه، وكان كثيرَ الخشوعِ والبُكاءِ، كان لرأسه ضفائر فحلقها وطرح عن رأسه عِقال القَصَب الذي كان يَلْبَسهُ عادةً الأُمراء، أخذ العِلم عن الشيخ صالح السالم، والشيخ عبد الله السُّلَيْمان البُليهد في زيارةٍ كان الشيخُ ابن بليهد زَارَها لحائل في أوائل عمره، وأخذ عن الشيخ يعقوب، وعن الشيخِ عبد العزيز المُرْشِدي ولازَمَه، حتى مات المُرْشِدي، وبَرَزَ في عِلْمَي الفرائض والعربية، وكان موصوفًا بالعفة والدِّيانةِ والإعراض عن زهرة الحياة الدُّنيا، وكان يحبُّ الغرباءَ ويأنس بهم، ويحبُّ التخشن في لباسِهِ ومَطْعَمه، وكانت له زوجةٌ صالحةٌ، كانت نِعْمَ العون له على طاعة ربّه هي دَوْشَةَ الحمود، قتلْ الأمير طلال وهو صائم، سنةَ أربعٍ وعشرين وثلاث مئة وألف بالأحيمر، جبلٌ معروف بحائل. انتهى.
٢٩١٧ - (ت ١٣٢٥ هـ): صالح النَّاصر الشاعر النَّحْويُّ الحنبليُّ.
قال في "زهر الخمائل": ولد بحائل، سنةَ ستين ومئتين وألف، وقرأ القرآن على علمائها، وكان آيةً في حفظِهِ، وتجويده، وحلاوة النُّطق به، مع حلاوة الصَّوتِ، مات سنةَ خمسٍ وعشرين وثلاث مئة وألف. انتهى.
٢٩١٨ - (ت ١٣٢٦ هـ): السيد أحمد بن عبد الله فقيه، المكيُّ، الحنبليُّ، مفتي الحنابلة بمكة.
ذكره عبد الله بن أحمد ميرداد في كتابه "نشر النور والزهر في تراجم أهل مكة من العاشر إلى الرابع عشر"، وقال: هو الفاضِلُ، الأديبُ، أخذ عن عدة مشايخ، من أجلِّهم أحمد دحْلان، ونَجبَ ومَهَرَ في علم الأدب والنَّحْو، ونَظَم ونَثَر، وكان مولده بمكة المشرَّفة، ونشأ بها، ثم كفَّ بصَرُهُ، فسافر إلى الهند، فتعالج هناك وأبصر، ثم رجع إلى مكة ومكث بها مُدَّةً، ثم سافر إلى الهند ومعه أكبر أبنائه وأقام بحَيْدر آباد، وهو موجود سنة أربع وعشرين وثلاث مئة وألف، وتولَّى إفتاءَ الحنابلةِ بعد الشيخ خلَفَ بن إبراهيم النَّجْدي، وكان المترجَم شافعيَّ