للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال ابن حجر في "الدُّرر" (١): كتب الإِنشاء بحلب والقاهرة، أثنى عليه ابنُ حبيب، وأنشدَ له شعرًا وسطًا، وكانت وفاتهُ بالقاهرة في رمضان سنةَ تسعٍ وستين وسبع مئة مطعونًا، وله ثلاثٌ وأربعون سنة. انتهى.

١٨٢١ - (ت ٧٦٩ هـ): يوسف بن محمَّد بن التقي عبد الله بن مُحَمَّد بن محمود، الشيخ، الإِمام العَلَّامة، الصَّالح، القدوة، الخاشع، شيخ الإِسلام، قاضي القضاة جمال الدين، أبو المحاسن المَرْدَاوي، الحنبلي.

قال ابن العماد (٢): ولد سنة سبع مئة تقريبًا، وسمعَ "صحيح البُخَارِيّ" من ابن عبد الدائم، وابن الشُّحْنَة، ووزيره وغيرهم، وأخذ النحو عن القُحْفَازي، وولي قضاءَ الحنابلة بالشَّام سبعَ عَشْرَة سنة، بعد موت ابن المُنَجَّا بعد تمنعٍ زائدٍ، وشروطٍ شرطها عليهم، واستمر إلى أنْ عُزِلَ في سنة سبعٍ وستينَ بشرف الدين بن قاضي الجبل، وذلك لخيرة عند الله، وكان يدعو أنْ لا يَتَوَفَّاهُ اللهُ قاضيًا. ذكره الذَّهَبِيُّ، وله اعتناءٌ بالإِسناد.

وقال الشَّهاب بن حجي: كان عفيفًا نزهًا، ورعًا صالحًا، ناسكًا خاشعًا، ذا سمتٍ حسنٍ ووقارٍ، يركبُ الحِمارةَ، ويفصل الخصومات بسكون، عارفًا بالمذهب، لم يكن فيهم مثله.

وقال ابن حبيب في "تاريخه": عالمٌ علمُهُ زاهرٌ، وبرهانٌ وَرَعُهُ ظاهِرٌ، وإمامٌ تُتَّبَعُ طرائِقهُ، وتُغْتَنَمُ ساعاتهُ ودقائِقهُ، كان ليَّنَ الجانب، متلطفًا بالطالب، رضي الأخلاق، شديد الخوف والإِشفاق، عفيفَ اللَّسان، كثيرَ التواضع والإِحسان، لا يَسْلُكُ في ملبسِهِ سبيل أبناء الزَّمان، ولا يركب حتَّى إلى دار الإِمارة إلَّا الأتان.

تُوفِّي يوم الثلاثاء ثامن ربيع الأوَّل سنةَ تسعٍ وستينَ وسبع مئة بالصَّالحية، ودُفِنَ بتربة الموفق بسفح قاسيون. انتهى.


(١) الدُّرر الكامنة: ٥/ ٢٢.
(٢) شذرات الذهب: ٦/ ٢١٧.