وثلاثين وسبع مئة إلى سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مئة وألف، وزاد ابنُهُ عليه إلى سنةِ تسعٍ وخمسين وثلاث مئة وألف، وهذا الكتاب صغير، يوجد في مكتبة أرامكو بالدمَّام بالتصوير، وتوفي المصنِّفُ سنةَ اثنتين وثلاثين وثلاث مئة وألف. ذكر ذلك الزِّركلي في "أعلامه".
٢٩٣٤ - (ت ١٣٣٢ هـ): الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن فارس النَّجْديُّ، الحنبليُّ، القاضي في عُمان.
ولد في بلد الحَوْطَة من بلدان نَجْدٍ، وطلبَ العلمَ بها وبغيرها، وحصَّل وفاق أقرانَهُ، واشتهر صيتُه علمًا وعملًا، ثم ارتحل إلى عُمان، فولي القضاءَ في بلد الشَّارِقة إلى حين وفاتِهِ، وكان أميرها إذ ذاك صقر بن خالد بن سُلَطَان، وكان محمودَ السيرَةِ في القضاء، ولأهل تلك الجِهةِ فيه اعتقادٌ يفوقُ الحدَّ، وثناءٌ جميلٌ على علمِهِ وزُهدِهِ، ووَرَعهِ، وسخائهِ، وكرمِ أخلاقِهِ، وتقشُّفِهِ، وحُسنِ سيرَتِهِ، وتوفي بعُمان سنةَ اثنتين وثلاثين وثلاث مئة وألف، رحمه الله.
ترجمه الشيخُ سليمانُ بنُ حمدانَ فيما رأيتُه بخطَّه فقال: هو العالمُ، العَلَّامةُ، الأوحدُ، فقيهُ نَجد في وقته، شيخُ مشايخنا، قرأ على الشيخ عبد الرَّحمن بنِ حسن بنِ الشيخ محمد بنِ عبدِ الوَهَّاب، وابنهِ الشيخِ عبدِ اللطيف، والشيخ عبدِ الله أبا بطين، والشيخ عبدِ الله بنِ نصير وغيرهم حتَّى فاقَ في المذهب، وحَصلتْ لهُ مشاركةٌ في سائِر العلومِ، وانتهت إليه رئاسَةُ الفِقْهِ بعد مشايخِهِ، وقُصِدَ من أنحاءِ نجد للأخذ عنه، فممن أخذ عنه شيخُنا الشيخُ عبدُ الله بنُ عبدِ العزيز العنقري، والشيخُ عبدُ العزيز بنُ بشر، والشيخُ النمر، والشيخُ حسنٌ بنُ حسين، وَتَوَلَّى القضاءَ في بلد الرِّياض مِن قبل عبد الله الفَيْصَل، وتوفي في الرِّياض سَنَةَ خمسٍ وثلاثين وثلاث مئة وألف، ودفِنَ في العود، وصلَّى عليه الشيخُ عبدُ الله بنُ عبدِ اللطيف، والإمام عبدُ الرحمن آل فيصل، وكانت جِنَازَتُه حافلةً، وقد قيل: إنَّهم من الأشراف. انتهى.
وقد رأيتُ له ترجمةً مفردةً بقلم ابنِهِ عُمَر سمَّاها "فتح الوَدود" قال فيها: