ووصف له وهو مريض دهن اللوز، فأبى أن يشتريه، فلما اشتد به المرض جعل له اللوز، فلما علم به نحّاه ولم يشربه.
وقال مرة: وجدت البرد في أطرافي، ما أراه إلا من إدامتي أكل الخل والملح.
وكان لا يطرح له في قدر فلفلًا ولا ثومًا.
وإذا أكل يحمد الله في كل لقمة ويقول: أكل وحمد خير من أكل وصمت.
[أما رفقه بنفسه ولباسه]
فقد اعتلَّ أحمد بن حنبل فتعالج، وكان يُشترَى له كل يوم في الشتاء العروق أصول الشوك، ويوقد له، ويصير في كانون ضيق فيَصطَلِي به.
وكان لا يأكل الخبيص بملعقة بل كان يضع في كفه ويسفه سفًا، وكان يأكل خبز الرقاق.
[وأما لباسه]
فقال الميموني: كانت ثيابه بين الثوبين، تساوي ملحفته خمسة عشر درهمًا، وكان ثوبه يؤخذ بالدينار ونحوه، لم يكن له رقة تنكر ولا غلظة تنكر، وكانت ملحفته مهدية.
وقال حمدان بن علي: لم يكن لباسه بذلك إلا أنه قطن نظيف، وكان بأَخَرَةٍ في لباسه أجود، لِما كان يستعين بالغلة، لمَّا استغنى ولده عنها.
وقال الفضل بن زياد: رأيت عليه في الشتاء قميصين وجبة ملونة بينهما، وربما لبس قميصًا وفروًا ثقيلًا، وربما رأيت عليه في البرد الشديد الفرو فوق الجبة، ورأيت عليه عمامة فوق القلنسوة وكساء ثقيلًا.
وقال جعفر بن محمد: رأيت عليه جبة برد معقدة وقلنسوة وعمامة، وكان في الشتاء أحيانًا يلبس الفرو وأحيانًا الجبة، وربما جمعهما.
وقال حنبل: كان يلبس سراويل فيشده فوق السرة ويرتدي بقميصه.