ذكره ابن حُمَيد في "السُّحُب الوَابِلَة"(١) وقال: قال الشَّيْخ محمد بن فَيْرُوز فيما كَتَبَه للكَمال الغَزِّي مُفْتي دِمَشْق بِطَلَبِهِ: إنَّه فَقِيْه صَالِحٌ، حافظ لكتابِ الله تَعَالى، لا يَفْتُرُ عن تِلاوَتِهِ، مُعْرِضًا عن الدُّنيا، باذِلًا لها، سخي النَّفْسِ، وقَدْ جَمَعَ غالِبَ ما ردَّ به على طاغِيَة العَارِض، فَبَلَغ سِفْرًا ضَخْمًا، وتُوفي سنةَ تِسعٍ وثمانين ومِئة وأَلْف، وهو ابن ثلاث وثمانين سنةَ، وصَلَّى عَلَيْه الفَقِيْر، وتَوَلَّى تَلْقِيْنه، ودُفِنَ عِنْد وَالدي. انتهى.
قلت: قوله: ما ردَّ به على طاغية العارض أراد بذلك الشَّيخ محمد بن عَبْد الوَهَّاب مُجَدِّد القَرْن الثَّاني عَشَر، وقَدْ علم ما جَرى بَيْن الشَّيخ وأتْبَاعه وابن فَيْرُوز وأتْباعه، فلا يُلْتَفَت إلى هذه التشنيعات الَّتي منشؤها الحَسَد والتَّعَصُّب، وقَد تَمَّ ولله الحمد للشَّيخ وأتْبَاعه ما قَامُوا بِهِ، وبَذَلُوا فيه مُهَجَهُم من الدَّعْوة إلى الله ورَسوله، حتَّى بَلَغَت دَعْوَتُهم مشارق الأرْض ومَغَاربها، فلا تأتي بَلَدًا منها إلا وتجدُ هذه الدَّعْوة قائمةً، وأنْصَارُها كَثِيْرُون بخلاف خصومه فَقَد انْقَرضُوا، وانْقَرض ذِكْرُهم، إلا ما تجده من مِثْل هذِهِ الأقاويل التي لا يؤبَهُ لها، فنشكر الله على رفع الحق وأهله وخَفْض البَاطِل وأهْلهِ، فلا يَفْترَّ بهذه الشنْشَنَة والوَقِيْعَة في أئمة الحَقِّ ودُعَاتهم.
٢٧٢٥ - (ت ١١٨٩ هـ): أَحْمد بن عَبْد الله بن أَحْمد بن محمد بن أَحْمد ابن محمد بن مُصْطَفى، الحَلَبيُّ الأصْل، البَعْليُّ الدِّمَشْقي. الفقيه الحنبليُّ.