للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ادَّعى الرِّوايةَ عمَّن لم يَلْقَه، ولم يوجد بَعْدُ، وتابعه على ذلك المنذري، وهذا غير صحيح، فإِنَّ أقدمَ من ادَّعى السماع منه الأُرْمَوِي، وهو قد كان موجودًا في حياتِه، وسماعُه منه ممكنٌ، نَعَمْ ينبغي أنْ يُقال: لم يَصِحَّ سماعُه منه، أو لم يُعْرَف، ونحو ذلك.

وقد أطال ابنُ رجب في ترجمته بما له وما عليه، وانتصر له في غالبِ المواضع، وقد ذكر له ابنُ العماد وابنُ أبي أُصَيْبِعَة وابنُ رجب مصنفاتٍ منها: كتابُ "ديوان الإِسلام في تاريخ دار السلام" في تاريخ بغداد، قسمه ثلاث مئة وستين كتابًا ولم يُتِمَّهُ، وكتاب "خطب"، وكتاب "سيرة الوزير ابن هُبَيْرة". وغيرها.

١٠١٠ - (ت ٥٩٩ هـ): علي بن إبراهيم بن منجَّا بن غنائم الأنصاري، الدِّمشقي، زين الدين أبو الحسن، الفقيه، الحنبلي، الواعظ، المفسِّر، المعروف بابن نُجَيَّة، نزيل مصر، سِبْط الشيخ أبي الفرج، الشِّيْرازي، الجِيْلي.

قال ابن العماد (١): ولد سنة ثمان وخمس مئة بدمشق، فيما ذكره ابنُ نقطة، والمنذري، وغيرهما.

وقال ابنُ الحنبلي: سنة عشر، وسمع بدمشق من أبي الحسن علي بن أحمد بن قيس، وسمع درس خاله شرف الإِسلام عبد الوهَّاب، وتفقَّه وسمع التفسير وأحبَّ الوعظ، وغلب عليه، واشتغل به.

وقال ناصح الدين: قال لي: حَفَّظَنِي خالي مجلسَ وعظٍ وعمري يومئذٍ عَشْرُ سنين، ثم نصب لي كُرْسِيًّا في داره، وأحضر لي جماعة، وقال: تكلَّم، فتكلمت، فبكى، قال: وكان ذلك المجلس يذكره وهو ابنُ تسعين سنة، وكان بطيء النسيان، يَعِظ بالعربية وغيرها، بعثه نورُ الدين الشهيد رسولًا إلى بغداد سنة أربعٍ وستينَ، وخلع عليه خِلعةً سَوْداءَ فكانَ يلبسها في الأعياد، وسَمِعَ هناك الحديث من سعدِ الخيرِ بنِ محمد الأنصاري، وصاهَرَهُ على ابنته فاطمةَ، ونقلها معه إلى مصر، وسَمِع


(١) شذرات الذهب: ٤/ ٣٤٠.