لقمة، وجعل يأكل، ويلقي إليه لقمة، فخفت أن يضر بقوته، فصحت به لأنحيه من بين يديه، فنظرت إلى أحمد قد احمّر وقد تغيَّر من الحياء، وقال: دعه، فإن ابن عباس قال: لها أنفس سوء.
[أما قبوله الهدية ومكافأته عليها]
فقد أهدى إليه رجل وُلد له مولود خِوانَ فالوذح، فكافأه سكرًا بدراهم صالحة.
وأهدى إليه رجل فاكهة فبعث إليه ثوبًا.
وأهدى إليه رجل ماء زمزم فأرسل إليه سويقًا وسكرًا. وأرسل هدية بخمسة دراهم إلى صبيان رجل، وقال: إنه وهب لسعيد شيئًا.
وأهدى إلى أحمد بعض جيرانه شيئًا من جوز وزبيب وتين في قصعة تساوي ثلاثة دراهم أو أقل، فأعطاه عنها دينارًا، اشترى به له سكرًا وتمرًا وأرسلها إليه بالليل.
وأهدي إليه ثوب فأرسل به إلى السوق فقومه، فقوِّم بنيف وعشرين درهمًا، وكان المُهدي جاء يطلب الحديث فحجبه أحمد حتى اشترى له ثوبين ومقنعتين وبعث بها إليه، ثم أذن له فحدثه.
وأرسل إليه صديق له خلال بَرْنِيًّ، فبعث أحمد إليه بثوب فجاءه المُهدي فقال: غممتني يا أحمد، فقال أحمد: وأنت غممتني أيضًا فيما بعثت به إلينا.