هُنالك من عِنْزَة، ثم أُعْفِي من القَضَاء، ونَزل بَلْدَة قفار، فأخذ عنه العِلْم جَماعةٌ من أهْلها، منهم راشِد بن سَلامَة، وسُلَيْمان ابن عيادة، وعَبْد الكَرِيْم النَّبهانيُّ، وإبْراهِيْم بن شُعَيْب، وامْتَازُوا بالعِلْم على أهْل مَحَلَّتِهِمْ في زمانِهِمْ، كان رحمه الله دَيَّنًا فاضِلًا عابدًا، له مَقَامَاتٌ محمودَةٌ. مات سنَةَ ثمانٍ وخمسيْن وثلاثِ مئةَ وألْف. انتهى.
٣٠١٣ - (ت ١٣٥٨ هـ): الشَّيْخ محمَّد بن إبْرَاهِيم أخو الأمِيْر عَبْد العَزِيز بن إبْرَاهِيْم، النَّجْدِيُّ، الحَنْبليُّ.
قال في "زَهْر الخَمَائلِ": قرأ وتَعَلَّم بحَائِل على عُلَمَائها، وكان مُجْتَهِدًا في طَلَب العِلْم، حتَّى حَصَّل، وعُدَّ من العُلَماء، وكان فيه زُهْدٌ ووَرَعٌ وشِدَّة في الدِّين، وكان حافِظًا للقُرْآن، تَولَّى قَضَاء الجَوْف سنةَ إحدى وأربَعيْن وثلاث مئةٍ وألْفِ، ثم أُعْفِيَ، ورَجع إلى حَائِل، وماتَ بها سنة ثمانٍ وخَمْسِيْن وثلاث مئةٍ تقريبًا. انتهى.
٣٠١٤ - (ت ١٣٥٩ هـ): الشَّيخ عَبد اللهِ بن سُلَيمان بن سُعُود بن سُلَيْمان ابن سَالم بن محمَّد، المُلَقَّبُ بُبُلَيْهد، النَّجْدِّيَّ الحنبلي، الشَّهِيْر بابن بُلَيْهِد.
ذكره الشَّيخ سُلَيْمان بن حَمْدان فيما قَرأتُه بخَطِّه وقال: هو من قبِيْلةِ بني خَالد، هكذا نَسَب لي نَفْسَهُ، وهو شَيْخُنا العَالِم العَلَّامة، القُدْوَةُ العُمْدَة الفهامة، أصْلهم من القَرَايِن، القَرْية المَعْروفَة بالوَشْم، فأمر الإمام سُعُود بن عَبْد العزيز على جَدَّ المترجم سُعُود بن سُلَيْمان بالانتقال إلى القَرْعَاء، قَرْية من شَمَاليَّات قُرى القَصِيْم، وقَلَّده القَضَاء بها، فأقام هناك، وبها وُلِد الشَّيْخ المُتَرْجَم عَبْد الله سنةَ أربعٍ وتِسعين ومئتَيْن وألْفٍ، ونشأ بها نَشْأةً حَسَنةً، فقرأ القُرآن على والده، وَشَيْئًا من المُختَصرات، وقرأ على كُلًّ من الشَّيخ محمَّد بن عُمَر، والشَّيخ محمَّد بن عَبْد الله آل سَلِيْم، وقِرَاءتُه على الثَّاني أَكثر، قرأ عَلَيْه "الجَامِعَ الصَّحيح" وغَيْره، وقرأ أيضًا على الشَّيخ عبد الله بن محمَّد بن فِدَا، والشَّيْخ عَبْد الله بِن دخيل، والشَّيخ صَالِح بن قرناس، وسَمِعَ من غالب عُلَمَاء نَجِدْ المَوْجودِين في وَقْته، كالشَّيْخ عَبْدِ اللهِ بن عَبْد اللَّطِيْف، والشَّيخ حَسَن بن حُسَيْن، والشَّيخ حَمَد بن فَارِس، واجْتَمع بالشَّيخ إسحَاق بن عَبْد الرَّحمن،