للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عَجبًا في تقرير العِبارَة يُؤَدِّيها بفَصَاحَةٍ وبَيان. وله من التآليفِ: "نَظم الشَّافِيَة"، وشرحَها شَرحًا حافِلًا، وله "تشطيرٌ بديع على ألفيَّة ابنِ مالك" بالنحو، وله "أُرجوزَة في العَروض"، وغيرُ ذلك من الرَّسائل. وكانَ وقورًا ساكنًا، كثيرَ البِّر بوالدِه، وشُوهِدَ مِرارًا إذا كان في درسه ومرَّ عليه والدُه يقوم له من الدَّرس، ويأخذُ مَداسَ والدِهِ منه، ويمشِي خلفه بأدَبٍ وسَكينة، ويُلازِمُ حُضُورَ دروسِ والدِهِ بالجامِعِ الأُمويِّ بينَ العِشاءين. وكانَ والدُه يُحبُّه كثيرًا ويحترمُه، ويدعو له، لما كانَ عليه من البِرِّ، وملازَمَةِ الطَّاعاتِ، وكفِّ اللِّسانِ عن اللَّغو، والانقطاعِ عنِ النَّاس. وكانَ ينظُم الشِّعَرَ الباهرَ. وتوفِّي في جُمادى الثَّانيَة، سنةَ تسعَ عشرةَ ومئة وألف، ودُفن بتُربتهم شَرقيَّ مزارِ الشَّيخ بكَّار، بمَرج الدَّحداح، وتأسَّفَ عليه الغالبُ من النَّاس، لا سيَّما والده، فصَبَرَ، واحتَسَبَ. ورثاه الشَّيخُ سَعدي بقَصِيدة أوَّلها:

ألا تَبًّا ليومِكَ مِنْ ذَمِيم … أيا فَرْدَ الفَضائلِ والفُهُومِ

وهي قصيدةٌ طَويلةٌ. انتهى.

وذكره ابنُ الشَّطِّي في "مختصره" (١)، وصاحبُ "السُّحب الوابلَة" (٢)، وغيرُهم.

٢٦٧٣ - (ت ١١٢٠ هـ): عَبدُ الله بنُ أحمد بنِ مُصطَفى، المَعروفُ كأسلافِهِ بالحَنبليِّ، والجَعفريِّ، النَّابُلسي، الحنبلي.

ذكره المُرادِيُّ في "سِلك الدُّرر" (٣) وقال: هو السَّيدُ الفاضِلُ الأديبُ، الفَرَضِيُّ، الكامِلُ، نقيبُ الأشرافِ بنابُلُس. أخذَ العِلمَ عن أفاضل كِرامٍ، وكانَ له قدمٌ راسِخٌ في العِبادَة، واجتِهادٌ في الإفادَة. وكانَ والدُه السيِّدُ شهابُ الدِّين، وعمُّه السيدُ صلاحُ الدِّين، من أعيانِ نابُلُس وفُضلائِها. وكانَتْ وَفاتُه في أواخِر سَنةِ عِشرين ومئة وألف. انتهى.


(١) مختصر طبقات الحنابلة: ١٢٨.
(٢) السحب الوابلة: ٢/ ٤٥١.
(٣) سِلك الدُّرر: ٣/ ٨٣.