للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عجيبان المذكور، ثم كتب الشيخُ سعد إلى الشيخ عبد الله بالدَّليل على الحكم، فأجابه الشيخُ عبد الله: إنه قد ظهر لي ما ظَهَر لك قبل المرافعة، ولكن بصفتي وكيلًا، لا يَسعُني إلا المرافعة حتى يَعلَم أهلُ الحقَّ أني تركتُه بالحكم الشَّرعي، ولم أفرِّط أو أقصِّر، ثم أراد جلالةُ الملك أن يهدِّد ابن عجيبان على محاكمة الشيخ، فذهب الشيخُ إلى الملكِ، وقال له: إني أردتُ ذلك، وهذا هو الواجبُ لي وعليَّ، ولي الفخرُ بالرُّضوخ إلى أحكام الشرع، وليس في هذا نقصٌ، بل أرجو بذلك الثَّوابَ، لأن هذا ما ندعُو الناسَ إليه، فيجبُ علينا العمل به نحن أولًا.

وكان الملكُ عبد العزيز يَتَبَادلُ معه الزِّيارة في كل أُسبُوع، في يوم الخميس يَزُورُ الشيخُ جلالةَ الملك، وفي الخميس الثاني يزُورُه جلالةُ الملكِ، ويتبادلان الحديث، ويتشاوران، ويسأله جلالَتُه عما يُشكِلُ عليه من الأمور الدِّينيَّة، فرحمه الله رحمةً واسعةً.

وقال في "زهر الخمائل": إنه قَدِمَ حائل سنةَ سبعٍ وثلاث مئة وألف، وجَلَس فيها للتدريس، فأخذَ عنه العقائد والتَّوحيد، والحديث، والتفسيرَ، غالبُ علمائها، وانتفعوا به، ولَازَمُوه ملازمةً تامَّةً، ولا سيما علُماء لبدة، ومنهم الشيخُ صالح السَّالم، ثم غادَرَ حائل إلى الرِّياض، سنةَ ثمانٍ وثلاث مئة وألف.

٢٩٥٥ - (ت ١٣٤٠ هـ): الشيخ عبد الله بن حمد بن عَتيق النَّجْديُّ، الحنبليُّ.

ذكره الشيخُ سُلَيمان بن حمدان فيما قرأته بخطَّه النَّيِّر، فقال: قرأَ على أخيه الشيخ سَعْد، والشيخ عبد الله بن عبد اللَّطيف، والشيخ حَمَد بن فارس في النَّحْو، والشيخ محمد بن إبراهيم بن محمود في الفقه، وتولَى القضاءَ في بلد القطقط الهجرة المعروفة، وتوفي سنة أربعين وثلاث مئة وألف تقريبًا، وله من الولدِ أربعة أبناء ذكور: محمد، وعبد الرحمن، وحَمَد، وعبد العزيز. انتهى.

وذكره صاحب "شذا النَّد" وأرَّخ وفاتَهُ سنةَ اثنتين وأربعين وثلاث مئة وألف، ولعله الصحيح.