للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وذكره السيوطي في "بغية الوعاة" (١) وقال: قال ياقوت: كان إمام أهل الأدب بعد أبيه، واختصَّ بتأديب أولاد الخلفاء، وكان له معرفة حسنة باللغة والأدب، مليحَ الخط، جيد الضبط، وكانت له حلقة بجامع القصر، يُقرئ فيها الأدب كلَّ جمعة، سمع منه ابن الأخضر، والحسن بن محمد بن الحسن بن حمدون، وغيرهما. رُوِي أن أبا الحسن جعفر بن محمد بن فُطَير ناظر واسط والبصرة وما بينهما من تلك النواحي دخل يومًا إلى بعض الوزراء في أيام المستضيء بالله، فرأى في مجلسه الذي كان يجلس فيه أبا محمد ابن الجَوَاليقي هذا، فلم يعرفه، وهابه، فجلس بين يدي الوزير، وكان ابن فُطَير معروفًا بالمُزاح، فقال للوزير: يا مولانا مَنْ هذا الذي قد جلس في مجلسي؟ فقال: هذا الشيخ الإِمام أبو محمد ابن الجَوَاليقي، قال: وأي أرباب المناصب هو؟ قال: ليس هو من أرباب المناصب، هذا الإِمام الذي يصلي بأمير المؤمنين، فقام مبادرًا وأخذ بيده وأزاحه عن موضعه وجلس فيه، وقال له: أيها الشيخ تبتغي أن تتشامخ علي أمام الوزير ومن دونه فتجلس فوقهم لأنك أعلى منه منزلة، فأما عليَّ وأنا ناظر البصرة وواسط وما بينهما فلا، فما تمالك أهل المجلس من الضحك أن يمسكوه. انتهى المراد منه.

٩٣١ - (ت ٥٧٥ هـ): محمد بن أبي غالب بن أحمد بن مَرْزُوق بن أحمد الضَّرير، الحافظ أبو بكر البَاقِدَاري، الحنبلي.

قال الحموي في "معجم البلدان" (٢): هو أحد الحُفاظ، قدم بغداد في صِباه، واستوطنها إلى أن مات بها، سمع أبا محمد سِبْط الخيَّاط، المُقرئ، وأبا الفضل ابن ناصر، وأبا المعالي الفضل بن سهل الحلبي، وأبا الوقت، وجماعة، وكان حريصًا، ذا همة في الطلب، سمع منه أقرانه الحفظة لحِفْظِه وثقته ومعرفته، ومات في ذي الحجة سنة خمس وسبعين وخمس مئة، ودفن بمقبرة باب البَصْرة قرب رباط الزَّوْزَني.


(١) بغية الوعاة: ١/ ٤٥٧.
(٢) معجم البلدان: ١/ ٣٢٧.