للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال الذَّهَبِي: عينُ القادرية بمصر، حسنُ الخَلْقِ والخُلق، ذا هيبةٍ، ووقارٍ، وسكينةٍ وحلمٍ.

مات في شهر صفر سنةَ ثلاثٍ وخمسينَ وثمان مئة، ودفن بمحل سكنه بتربة عدي بن مسافر. انتهى.

٢٢٢٦ - (ت ٨٥٣ هـ): قاضي القضاة بالحرمين الشريف الحسيب، سراج الدين أبو المكارم عبد اللطيف بن أبي الفتح محمد بن أحمد بن أبي عبد الله محمد الحسني الفاسي الأصل، المكي الحنبلي.

ذكره ابن العماد (١)، وقال: ولد في شعبان سنة تسع وثمانين وسبع مئة بمكة المشرَّفة، ونشأ بها، وسمع الحديث على العفيف النشاوري، والجمال الأسيوطي، وإبراهيم بن صديق وغيرهم، وأجاز له السراج البلقيني، والحافظ الزين العراقي، والنور الهيثمي، والسراج بن الملقن، والبرهان الشامي، وأبو هريرة ابن الذَّهَبِيِّ، وأبو الخير بن العلائي، وجماعة، وخرَّج له التقي بن فهد "مشيخة"، ووَلِيَ إمامة الحنابلة بالمسجد الحرام، وقضاء مكة المشرفة، ثم جُمِعَ له بين قضاء الحرمين الشريفين مكة والمدينة سنة سبع وأربعين وثمان مئة، واستمر إلى أنْ مات، وهو أوَّل مَنْ وَلِيَ قضاءَ الحنابلة بالحرمين، ودخل بلادَ العجم غيرَ مرَّة، وكان له حظ وافرٌ عندَ الملوك، والأعيان، وتوفي بعلة الإسهال ورمي الدم في ضحى يوم الاثنين سابع شوال سنة ثلاثٍ وخمسينَ وثمانِ مئة بمكة المشرفة، ودفن بالمَعلاة. انتهى.

وذكر له في "الضوء" (٢) ترجمةً طويلةً جدًا، ومما قال فيها: كان شيخًا خيِّرًا، ديِّنًا محمودَ السيرة في قضائه، بعيدًا عن الرِّشوة، ساكنًا، منجمعًا عن الناس، متواضعًا متوددًا، ذا شيبةٍ نيِّرةٍ ووقارٍ، ضخمًا محببًا للخاصة والعامَّة، كريمًا، رجع من بعض سفراته بنحو عشرين ألف دينار فما استوفى سنة حتى أنفدها، وذكر وفاته كما تقدم.


(١) شذرات الذهب: ٧/ ٢٧٧.
(٢) الضوء اللامع: ٤/ ٣٣٣.