للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال النابلسي (١): حدث عن أبي بكر المَرُّوذي، وصالح بن أحمد، وغيرهما.

وروى عنه: أبو الحسن أحمد بن مِقْسَم المقرئ، وعلي بن محمد بن جعفر البجلي، وعلي بن أحمد بن ميمونة الحلواني المؤدب، وأبو علي النجاد، وغيرهم.

وكان شيوخ المذهب يقصدونه ويعظمونه كالبَرْبَهاري، وأبي بكر الخلال، وأبي بكر عبد العزيز، وكان من العباد الزهاد، له مناقب ومآثر يطول شرحها، تركتها خوف الإِطالة. توفي لتسعٍ خلون من شهر ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وثلاث مئة، ودفن بالعقبة قريبًا من النجمي. انتهى المراد منه.

وقال ابن العماد (٢): هو أبو صالح البغدادي شيخ الحنابلة الزاهد، قال أبو عبد الله الفقيه: إذا رأيتَ العبد يحب أبا الحسن بن بشار، وأبا محمد البَرْبَهاري، فاعلم أنه صاحب سنة. وكان ابن بشار يقول: أعرف رجلًا منذ ثلاثين سنة يَشتهي أن يَشتهي ليتركَ لله ما يشتهي، فلا يجد شيئًا يشتهي.

وذكر له ابن العماد أيضًا ترجمة حافلة جدًا، وهو رجل جليل مشهور، فلا حاجة إلى التطويل في ترجمته. والله أعلم.

٥٩٧ - (ت ٣١٦ هـ): عبد الله بن سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن أبي داود السجستاني، أبو بكر الحنبلي.

رحل به أبوه من بلاد سجستان، فطوَّف به شرقًا وغربًا وأسمعه من علماء ذلك الوقت، فسمع بخراسان والجبال وأصبهان، وفارس والبصرة، وبغداد، والكوفة، والمدينة، ومكة، والشام، والجزيرة، ومصر والثغور، واستوطن بغداد، وكان فهمًا عالمًا حافظًا، حدث عن علي بن خشرم المَرْوزي، وأبي داود بن مَعْبد السِّنْجِي، وسلمة بن شبيب، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن الأزهر النيسابوري، وإسحاق بن منصور الكوسج، وغيرهم ممن لا يمكن إحصاؤهم إلا بطول.


(١) مختصر طبقات الحنابلة: ٣٢٠.
(٢) شذرات الذهب: ٢/ ٢٦٧.