للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(الياء) من: (بريدة) على خلاف القياس. وفيها أخذ مبادئ القراءة والكتابة، وتلقى العلم عن المشايخ في حِلق المساجد (١)، ولا تسعفنا المصادر بعد التحري عن العلوم التي تلقاها والكتب التي درسها من المتون، لكن يظهر أن الأمر في ذلك على الجادة من قراءة المختصرات في التوحيد، والفقه، والحديث، والأصول، والفرائض، وهكذا، مع جرد المطولات.

ويظهر أن نبوغه كان مبكرًا، إذ جلس للتدريس قبل بلوغ عشرين عامًا من عمره، وكُلِّفَ بالشخوص إلى الهِجَر للدعوة.

[رحلاته]

حدثني بعض أقران الشيخ صالح، بأنه دَبَّ خلاف بينه وبين بعض الأشياخ في بلده - ولم يفصح لنا عن موضوعه - فرغب عن المقام ورحل إلى عدد من الأقطار، وكانت أول رحلاته إلى: (عُمان) البحر فأخذ عن بعض الشيوخ في: (مسقط) وما حولها من الإمارات، ثم رحل إلى (الهند) وإلى: (بهوبال) وإلى: (ديوبند) وإلى (مَرات سر) وإلى: (علي كر) وإلى: (روابندي) وكان تحصيله الحديث رواية ودراسة من رحلته الموسعة إلى هذه الولايات الهندية، ثم رحل إلى إيران. هكذا أفاد أهل بيته عن عدد رحلاته، ولا ندري شيئًا عن تفاصيلها، إلا أنه حصلت له إجادة اللغتين: الأوردية، والفارسية. ثم أخذ في العودة إلى: (جزيرة العرب) فدخل: (الكويت) (٢) ثم عمل مدرسًا فيها، ثم مديرًا لإحدى المدارس فيها، بجانب عمله في: (الغَوْصِ) لِسداد العيش، وكَفِّ الوجه عن السؤال.

ثم عاد بعد مدة إلى بلده: (بُرَيْدَة).

ويظهر أن مدة رحلاته وتنقله بين هذه البلدان من سفره من بريدة وهو في العشرين


(١) عن الشيخين الأخوين عبد الله وعمر ابني محمد بن سليم، والشيخ عبد العزيز بن إبراهيم العبادي، والشيخ عبد الله بن حسين أبا الخيل.
(٢) وفيها أخذ عن الشيخ عبد الله بن خلف الدحيان الحنبلي، والشيخ عبد العزيز بن حمد رُشَيْد البداح، والشيخ يوسف بن عيسى القناعي.

<<  <  ج: ص:  >  >>