للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وخَمسِينَ وثمانِ مئة تقريبًا. ونشأَ، وحَفِظَ القُرآنَ، والخِرَقي، وبعضَ "المُقنِع"، ولازمَ قاضِي مذهبه البدرَ السَّعديَّ، ومَنْ قَبْلَه. وحَضَر عندَ العِزَّ، وأخذَ في الابتِداء عَنِ المُحِبَّ بن جُنَاق. وقرأَ في الأُصولِ وغَيرِها على الزَّين الإبناسي. وجلسَ مع الشُّهود، وأذِنَ له في العُقود، وبَرعَ في الفِقه والصَّناعة، وكانَ جَيَّدَ الفَهْمِ، حَسَن الإدراكِ، مَتينَ العَقْلِ، مُحِبًّا للنَّاسِ لكَثرةِ تَواضُعهِ وتَودُّدِه. وكتبَ جُزءًا في الحَيْض، أجادَهُ، وأرسلَ به إلى العَلاء المَرْدَاوِيَّ بدمشقَ، فَقَرَضَهُ وأذِنَ له، وكذا شرعَ في ترتيب فُروعِ قواعدِ ابن رجَب. ماتَ يومَ السَّبت، عاشر شعبان، سَنة ثمانٍ وثمانِينَ وثمانِ مئة. انتهى.

٢٣٦٧ - (ت ٨٨٨ هـ): أحمدُ بنُ أبي بكر بن العِماد، الحَمَوىُّ، الحَنبلي، شهابُ الدَّين.

ذكره ابنُ العِماد (١)، وقال: رحلَ في ابتداءِ أمرِهِ إلى القَاهِرَة، واشتغلَ بالعِلم على القاضِي جمالِ الدَّين بنِ هشام، ثمَّ اشتغلَ بدمشقَ على الشَّيخِ جَمالِ الدَّين يوسُف المَردَاوِىَّ، وتفقَّه على ابنِ قُنْدُس، وأَذِنَ له بالإفتاءِ، وباشَرَ نِيابَةَ الحُكم بحلب، ثمَّ قَدِمَ القاهِرَة، وأقام بها مُدَّة يحترف بالشَّهَادة، ثمَّ أتى مَدينةَ حَماة، فتوفَّي بها في شَعبان، سَنةَ ثلاثٍ وثمانينَ وثمانِ مئة. انتهى.

وذكره البَدرَانِيُّ في "المدخل" (٢) وقال: وممَّن شرحَ "الفُروعَ" لابنِ مُفلح، الشَّيَخُ الإمامُ أحمدُ بن أبي بَكْر محمد بنِ العِماد، الحَمَويُّ، وسمَّى شَرحَه "المَقْصَد المُنجِح لفُروعِ ابنِ مُفْلِح"، وهُوَ عندي في مُجلَّد واحد ضَخْم. ولم يذكُر وفاتَه.

وذكره السَّخاويُّ في "الضَّوء" (٣)، وقال: هو أحمدُ بنُ أبي بَكر بن محمَّد بن العِماد، شهابُ الدَّين الحَمَويُّ، الحَنبلي. قَدِمَ القاهِرَةِ شابًّا، أخذَ عن الجَمالِ بنِ هشام، والعز الحَنبلي، وغَيرِهمَا. ودخلَ الشَّامَ، فأخَذَ عن البُرهانِ


(١) شذرات الذهب: ٧/ ٣٣٨.
(٢) المدخل: ٤٣٧.
(٣) الضوء اللامع: ١/ ٢٦٠.