في بلد الرِّياض في زمن محمد بن رشيد، ثم نقل إلى قضاء المجمعة وكافة سُدَيْر، ثم نُقِل إلى قضاءِ الأفلاج، وكان مأذونًا من قِبَل شيخهِ عبد اللَّطيف في تَزْويج مَن لا وليَ لها في بلد الرِّياض، وله أشعارٌ حسنةٌ ورسالةٌ إلى عثمان بنِ بِشْر صاحب "التاريخ"، وأجوبة على مسائل فقهية لم تُجمعْ، وأجازَهُ شيخُه عبد اللَّطيف بجميع مَرْويَّاته، كان أوَّلَ مَرَضِهِ عندما بَلغَهُ انكسار جيوش المسلمين في وقعةِ البُكيرِيَّة، وكان يتوضَّأ لصلاةِ الظُّهر فسقَط مَغْشِيًا عليه، وبقي متمرِّضًا بعد ذلك أربعةَ أشهر، ثم تحسَّنت حالُهُ بعد ذلك غير أنه لا يزالُ فيه أثرٌ من ذلك، حتى توفي يوم الاثنين، سادس عشر ربيع الأول، سنةَ إحدى وأربعين وثلاث مئة وألف، ورَثَاهُ الشيخُ عبد الرحمن بن عقلا، ورَثَاه ابنُهُ الشيخُ عمر بن حسن، وغيرهما رحمه الله رحمةً واسعةً. انتهى.
٢٩٦٣ - (ت ١٣٤٢ هـ): عبد المُحسِن بن أحمد بن عبد الله بن مُرْشِد بن باز، النَّجْدِيُّ، الحنبليُّ.
ذكره الشيخ سُليمان بن حمدان فيما قرأته بخطهِ، فقال: أخبرني ابنُهُ أن أصلَهُم من المدينة المنوَّرة، فانتقل جدُّهم مُرْشِد إلى الدَّرْعِيَّة، فاستوطَنَها حتى توفي بها، فانتقلَ ابنُه عبد الله منها إلى الحَوْطَة من بلاد الحريق، كأَمير، وكان ذا ثروة، ولما استولت العساكرُ التُّركيَّة على الدَّرْعيَّة وغيرها من قُرى نجد، طَلَبُوا من أهل الحَوْطَة الدُّخولَ في طاعَتِهم كغيرهم، فأجابُوهم خوفًا من شرِّهم، ودفعًا لأذاهُم، فَهَمَّ المذكورُ بالانتقال إِلى نَجْران، فما ردُّوه إلَّا من أثناءِ الطريق، فأقامَ في الحُلوة حتى توفي، هذا ما بلغني عن جدِّ المترجَم، أما صاحب التَّرجَمة فولد في بلد الحُلوة، وقرأ على قاضِيها الشيخ ناصر بن عيد، وكان فقيهًا، له مهارةٌ تامَّةٌ في الفِقِه، وقرأ أيضًا على حمد بن عَتيق، وغيرِهما من علماء وقتِهِ، حتى بَرَع وفاقَ، لا سيما في الفقهِ والحديثِ ورجالِهِ، ونقدهم، وكفَّ بصرُهُ في آخر عُمرِهِ قبلَ وفاتِهِ بسنتين، وأصيب بمرض الارتعاشِ، بقيَ معَهُ مدةً، حتى توفي. وقد أَلَّفَ عقيدةً، ولم أقف عليها، وتولَّى القضاءَ في بلد الحُلوة سنتين من قِبَلِ الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل، وتوفي سنةَ ثنتين وأربعين وثلاث مئة وألف تقريبًا. انتهى.