للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وله نظمٌ فيما يتعلق بالمئذنة، وكان خفيف الرُّوح، دَيِّنًا، مات في تاسع شعبان سنةَ خمسٍ وعشرينَ وسبع مئة. انتهى.

١٥٢٧ - (ت ٧٢٥ هـ): إبراهيم بن منير البَعْلَبَكِّي، الحنبلي.

قال ابنُ كثير في "تاريخه" (١): كان مشهورًا بالصَّلاح، مقيمًا بالمئذنة الشرقية، وتوفي ليلةَ الأربعاء مستهل المحرَّم سنة خمسٍ وعشرين وسبع مئة، ودُفِنَ بالباب الصغير وكانت جنازتهُ حافلة، حمله النَّاس على رؤوس الأصابع، وكان ملازمًا لمجلس شيخ الإِسلام تقي الدين ابنِ تيمية رحمه الله تعالى انتهى.

١٥٢٨ - (ت ٧٢٥ هـ): محمود بن سلمان بن فهد الحلبي ثم الدمشقي الحَنْبَلي شهاب الدين أبو الثَّنَاء كاتب السر، وعَلَّامة الأدب.

قال ابن رجب (٢): وُلد سنةَ أربعٍ وأربعين وست مئة بحلب، وانتقل مع والده إلى دمشق سنة أربعٍ وخمسين، وسمع بها من الرضي بن البرهان وابن عبد الدائم ويحيى بن النَّاصح بن الحنبلي وغيرهم، وتَعَلَّمَ الخطَّ المَنْسُوب، ونَسَخَ بالأُجْرَة بخَطَّه الأنيق كثيرًا، واشتغل بالفقه على الشيخ شمس الدين بن أبي عمر، وأخذ العربية عن الشيخ جمال الدين بن مالك، وتأدَّبَ بالمَجْد بن الظهير وغيره، وفتح له في النَّظْم والنثر، ثم ترقت حَالهُ، واحْتِيجَ إليه، وطُلِبَ إلى الدِّيَار المِصْرِيَّة واشتهر إسمُه وبَعُدَ صِيْتُه، وصار المشار إليه في هذا الشأن في الديار الشامية، والمصرية، وكان يكتب التقاليد الكبار بلا مسودة، وله تصانيف في الإِنشاء، وغيره، ودَوَّنَ الفُضَلاءُ نَظْمَه ونَثْرَه، ويُقال: إنَّه لم يكن بَعْدَ القاضي الفاضل مثلُه، وله من الخصائص ما ليس للفاضل من كثرة القصائد المُطَوَّلة الحَسَنَة الأنيقة، وبقي في ديوان الإِنشاء نحوًا من خمسينَ سنةً بدمشق ومصر، ووَلِيَ كتابة السَّر بدمشق نحوًا من ثمان سنين قبل وفاته، وحَدَّثَ، وروى عنه الذَّهَبِيُّ في معجمه، وقال: كان دَيِّنًا، متعبدًا مؤثرًا للانقطاع والسُّكُون، حسنَ المحاورة كثير الفضائل، توفي ليلةَ السبت ثاني عشري شعبان سنة


(١) البداية والنهاية: ١٤/ ١١٩.
(٢) ذيل طبقات الحنابلة: ٢/ ٣٧٨.