للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والشَّيخ أحْمَد بن عِيْسى، والشَّيْخ عليَّ بن عِيْسى، والشَّيخ شمس الحَقِّ الهِنْديِّ، اجتمع به بمَكَّة، وأخذ عَنْه "المسَلْسَل" بالأوَّلِيَّة بشَرْطه، وأجازه بمَرْويَّاته من الكُتُب السِّتَّة وغيرها. وألَّف عِدَّة رَسَائِل وفَتَاوى، ومن أشْهَرِها المَنْسَك المُسَمَّى "جامِع المَسَالِك في أحكام المَنَاسِك" على المَذَاهِب الأرْبَعَة، ولَمَّا فَرَغ منه أهداه لجَلَالة المَلِكِ عَبْد العَزِيز بن عَبْد الرَّحمن آل فيْصَلِ، وسَمِعْتُ شَيْخَنَا العَلَّامة الشَّيْخ سُلَيْمان بنِ سَحْمَان، وقد ذُكِرَ عِنْده، يُثْنِي عَلَيْه ويقول: ما علمتُ مِثْلَه في استحْضَار الحُجَّة، وما علمتُ أنَّه انْقَطَع مع أحدٍ في مُنَاظرة.

تَمَرَّض بالحُمَّى زيَادَةً عن شَهْر، وتُوُفِّي ليلًا في السَّاعة الثَّالثة من لَيْلَة الاثْنَيْن لأحد عشر يومًا مَضَى من جُمَادى الأولى، سنةَ تِسعِ وخمسين وثلاث مئة وأَلْفٍ بالطَّائف، وصُلِّي عَلَيْه بمَسجد ابن عَبَّاس صَبَاحًا، وشيَّع جنازتَه خَلْقٌ كثيرٌ من الأكابر والأعْيَان، وفي مُقَدِّمتهم صَاحِب السُّمُو الأمير فَيْصَل، نائب جلالَة المَلِك وابنُه، ودُفِنَ في المَقْبَرة الوَاقِعة شَرْقًا عَنِ المَسْجِد، وتأسَّف النَّاس لفَقده، ورُثيَ بمَراثٍ عديدةٍ رحمه الله. انتهى.

وذكره الزِركْليُّ في "أعْلَامه" (١) فقال: عَبْد الله بن سُلَيمان بن بُلَيْهِد، فَقِيْهٌ حنبليُّ نجديٌّ، اشتهِر بمُوَالاته لَحَرَكَة الإصْلاح والتَّجْديد في نجْد أيَام تَعَصُّب بَعْض الإخوان هُنَاك في مُقَاوَمة ما يَجْهَلُونه من وَسَائل العَصر الحَدِيث، وكان وَاسِعَ العِلْم بالأدَب الجَغْرافيِّ في شِبْه الجَزِيْرة، وانْفردَ بمَعرِفَة الأماكن الوَارِدِ ذِكْرُها في شِعْر المُتَقَدِّمِين، وَليَ رئاسَة القَضَاء بمَكَّة، ولم أرَ له تآليف غير رِسَالةٍ في مَنَاسك الحَجِّ، طُبع. وتُوُفِّي بمَكَّة سنةَ تِسْع وخمسين وثلاث مئةٍ وأَلْف. انتهى.

٣٠١٥ - (ت ١٣٥٩ هـ): أحمد بن عَبْد الله بن محمَّد بشِيْرخَان، القَاري الحنبليُّ.

ذكره الزَّرِكْليُّ في "أعْلَامه" (٢) وقال: هو قاضٍ حِجَازيٌّ من أصل هِنْدي، وُلِد بمَكَّة سنَةَ تسعٍ وثلاث مئةٍ وألْفٍ، وتَعَلَّم في المدْرَسة الصُّوْلَتِيَّة بمَكَّة، وعَلَّم


(١) الأعلام: ٤/ ٩١.
(٢) الأعلام: ١/ ١٦٣.