ذكره الزِّرِكْلِيُّ في "الأعلَام"(١)، فقال: فاضلٌ من أهْل نَجْد، له كتابُ "مثير الوَجْد في مَعْرفة أنْسَاب مُلُوك نَجْد"، رِسَالة انتهى فيها إلى سَنَة إحْدَى وتسعين ومئتَين وألَّف. وقال: تُوُفِّي بَعْد سَنَةِ إحدى وتسعيْن ومئتَيْن وأَلْف.
٢٨٧٣ - (ت ١٢٩٥ هـ): محمد بن عَبد الله بن عَلِيِّ بن عُثمان بن حُمِيَد، العَامِريُّ، النجدي، الحنبليُّ.
ذكره الشَّيْخ سُلَيمان بن حَمْدانِ فيما قرأتُه بخَطِّه وقال: آل حُمَيد يتصِلُ نَسَبُهم ببني كور من قبائل سبيع. وُلِدَ المُتَرجَمُ في بَلَد عُنَيزَةَ، وأخذ عن قاضِيْها إذ ذَاك الشَّيخ عَبدِ الله بن عَبْد الرَّحمن أبا بُطَيْن، ثم حَصَلَت بينهما نفْرةٌ وعَدَاوَةٌ بسَبَب رَدِّ الشَّيخ على دَاوُد بن جرجيس ودحلان فيما أجازاهُ من دُعَاء الأمْوات والغائب، فألَّف ابن حميد المَذكور مؤلَّفًا رَدَّ به عَلَيه سَمَّاه "قُرَّة العَيْن في الرَدِّ عَلى أبي بُطَيْن"، فرد عليه "الشَّيُخ عَبْد الرَّحمن بن حَسَن بكتابِهِ الذي سَمّاه "بالمَحَجَّةِ في الرَّدِّ على صَاحِبِ اللَّجَّة"، واللَّجَّة لَقَبٌ لمحمد بن حميد، لُقِّب به لكثْرة كلامه وَلَفَطه، وانتقل من عُنَيْزة إلى مَكَّة، فاستَوطَنَها، وأخَذَ عن عُلَمَائِها الموجُودِين فيها، كدحْلان، وأبا بصيل وغيرهما، وسَافَر إلى الشَّام، فأخذ عن آل الشَّطِّي وغيرهم، ثم عَاد إلى مَكَّة، وتَوَلَّى الفتوى في المَذهَب الحَنْبليِّ، وكانت كتب أوْقَاف الحَنَابلة تحْتَ يَده، حتى تُوفِّي ولَمْ يُوْقَفْ لها على أَثَر، وقَدْ ألَّف ذَيْلًا علىَ طَبَقَات الحَنَابِلَة سَمَّاه "السُّحُب الوَابِلَة"، لَمْ يُعَرِّج فيه على ذكر أحَدٍ من أئمة هذه الدَّعْوة النَّجْديَّة، والنّهْضَة المُبَارَكة الدِّينيَّة من أولاد الشَّيخ محمد وأحْفَاده فمن بعده، ولا من عُلَماء نَجْد الأعْلام، سترًا مِنْه للحَقِّ الوَاضح وَبَخسًا لِمْيزَان الفَضْل الراجح، وإنْ مرَّ لَهُمْ ذِكْرٌ بمناسبة بَعْض الحَوَادِثِ تَبَرّأ منهم بَرَاءة الذِّئْب من دَمِ يُوْسف، وإنما ذكر أناسًا يُعَدُّون بالأصابع، جَدِيْرُون بالذِّكر، وباقي الَّذِين ذَكَرهم وتَكَثَّر بهم أناسٌ قد تَرْجم لَهُم ابن رَجَب، وابنُ عَبْد الهادي وغيرهم. انتهى مُلَخَّصًا.