عليه، وقد بلغ من العمر ثلاثين سنة تقريبًا وله كتاباتٌ حسنةٌ، وفتاوى مُسَدَّدَةٌ، وقلَمُهُ مضبوطٌ نيِّرٌ، وبالجملةِ فمناقِبهُ أكثرُ من أنْ تُحصَرَ رحمه الله.
٢٩٤٨ - (ت ١٣٣٨ هـ): الشيخُ حسنٌ بنُ حسين بنِ علي بنِ حسين بنِ محمدٍ بنِ عبد الوَهَّاب، النَّجْدِيُّ، الحَنْبَليُّ.
ذكره الشيخُ سليمانُ بنُ حمدان فيما وَجَدْتُه بخطه فقال: هو العالمُ الفاضلُ، الجليلُ التقيُّ، النقيُّ الوَرعُ، الزاهدُ ذو الفضائلِ الكثيرةِ، والمناقبِ الشَّهيرةِ، ولد سنة ست وستين ومئتين وألف، فنشأ أحسنَ نَشْأةٍ، فقرأ القرآن حتى أَتقنه على ظهر قلبهِ، واشتغل بطلب العلم من صغره فأخذ عن جملةٍ من العلماء الأجِلَّاء علمَ التَّوْحيد، والفِقْه، وغيرهما من علومِ السُّنَّة، فمن أجلَّ مشايخِه الذينَ أخذَ عنهم العَلَّامَةُ المحققُ، والفَهَّامَةُ المدقِّقُ، عبدُ الرَّحمن بنُ حسن، وابنُهُ عبدُ اللَّطيف، والشيخُ عبد الله أبا بطين، والشيخُ حمد بنُ عتيق، وغيرهم ممن يطول ذكرهم، ولازم الطلب، وأكَبَّ على المطالعة حتَّى فاقَ على أقرانِهِ فوَلَّاهُ محمدٌ بنُ رشيد في ولايته على نجد قضاءَ الأفلاج، ثم نقله إلى المجمعة، فولَّاهُ القضاءَ بها وكافَّةَ قرى سُدَيْر، ثم وَلَّاهُ القضاءَ في بلدِ الرِّياض، وكان رحمه الله صَدَّاعًا بالحق لا تأخُذُهُ في اللهِ لومَةُ لائمٍ، أمَّارًا بالمعروف، قويًا في أمر الله، عليه هيبةٌ، وسكينةٌ، ووقارٌ، ليس بالطويل ولا بالقصير، نحيفُ الجسم، منورُ الشَّيْبَة، يَخْضِبُ بشيء من الصفرة، تخرَّج به جُمْلَةٌ من الأفاضل منهم ابناه الشيخ عبد الله بن حسن، وأخوه الشيخ حسين بن حسن، وشيخنا عبد الله العنقري، والشيخ عبد الله بن بليهد، والشيخ عمرُ بنُ سليم، والشيخ عبدُ العزيز بنُ حمد بنِ عتيق، وأخوه عبدُ اللَّطيف بنُ حمد بنِ عتيق وغيرهم ممن يطول ذكرُهم، وله رسائلُ وأجوبةٌ على مسائل لم تجمع، وله نظمٌ رائقٌ، وتوفي في ذي القعدة سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاث مئة وألف، وله من العمر اثنتان وسبعون سنة، وصُلَّي عليه بعد العصر في جامع الرِّياض، وأمَّ الناسَ بالصلاة عليه شيخُنا حمد بنُ فارس، وشَيَّعَهُ خلقٌ كثيرٌ من الأعيان، والعُلَماء، ودُفِنَ في مقبرة العود، وحَضَرْتُ دَفْنَهُ والصَّلاةَ عليه رحمه الله انتهى. وتأتي ترجمة ابنِهِ عبد الله سنة ثمانٍ وسبعين وثلاث مئة وألف.