للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأخذ عن صاحِبِ التَّرجَمة جَمَاعَةٌ من الأئمَّةِ منهم وَلَدُه القاضي محمد، والبَدْر محمَّد البلباني، والشيخ عبد الباقي مفتي الحنابلة وغيرهم.

٢٦٢٢ - (ت ١٠٣٣ هـ): مَرْعيُّ بن يوسُف بن أبي بَكْر بن أحمد بن أبي بكر بن يوسُف بن أحمد، الكَرمِيُّ نسبةً إلى طُوْر كرم، قريةٌ من قُرى نَابُلُس، ثم المَقْدِسِيُّ، نزيل مِصْر القَاهِرَة، الحنبليُّ.

ذكره المُحِبِّي في "خُلاصة الأثر" (١) وقال: هو شيخ الإسلامِ، أوْحَد العُلَماء الأعلام، فريد عَصْره وزَمَانه، وَوحيدُ دَهْره وأوانه، صاحب التآليف العَدِيْدة، والتَّحْريرات المُفِيْدَة، العَلَّامةُ بالتَّحقِيق، والفَهَّامة بالتَّدْقِيْق، أحدُ أكابِرِ عُلَمَاء الحَنَابِلَةِ بِمْصر، كان إمامًا فقيهًا مُحَدِّثًا، ذا اطِّلاعٍ واسعٍ على نُقُول الفِقْه ودقائقه ومَعْرفةٍ تامَّةٍ بالعُلُوم المُتَدَاولة، أخَذَ الفِقْه عن الشَّيْخ محمد الْمَردَاويِّ، وعنِ القاضي يحيى بن مُوسى الحَجَّاويِّ، ثم دخل مِصْر وتَوطَّنَها، وأخذ بها بقيَّة العُلُوم، من حَدِيثٍ وتَفْسير عن الشَّيخ الإمام محمد حِجَازي، الوَاعِظِ، والمُحَقِّقِ أحمد الغُنَيْميِّ، وكثيرٍ من المشايخ المِصْرِيِّين، وأجَازَهُ شيُوخُه، وتَصدَّر للإقراء والتَّدْرِيس بجامع الأزْهَر، مع تولِّي المشيخة بجامع السُّلْطان حَسَن، ثم أخذها عنه عَصْريُّه العَلَّامة إبراهيم المَيْمُونيُّ، ووقع بينهما ما يقع بين الأقران، وألَّفَ كلٌّ منهما في الآخر رسائل، وكان منهمكًا في العُلُوم انهماكا كُلِّيًا، قطع زمانه بالإفتاء والتَّدْرِيس، والتَّحقِيْق والتَّصْنيف، فسَارَتْ بتآليفه "الرُّكْبَانُ، ومَعَ كَثْرة أَضْداده وأعدائه ما أمكن أحدٌ أن يَطْعَنَ فيها، ولا أن يَنْظُر بعَيْن الإزدراء إليها.

وتآليفُه كثيرةٌ غَزِيرةٌ منها: كتاب "غاية المُنْتَهى في الجَمْع بين الإقناع والمُنْتَهى" في الفقه، قريبًا من أربعين كُرَّاسًا، وهو مَتْنُ جَمعَ من المسائل أقْصَاها وأدْناها، مَشَى فيه مَشْيَ المجتهدين في التَّصْحيح، والاخْتِيارِ، والترجيح، وله كتاب "دليلُ الطَّالب" في الفِقْه، نحو عشرة كَرَارِيس، وكتاب "دَلِيلُ الطَّالِبين لكلام النَّحْويِّين"، و"إرْشَاد مَنْ قَصْدُهُ إعرابُ لا إله إلَّا الله


(١) خلاصة الأثر: ٤/ ٣٥٨.